الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر النوع الثامن من علوم الحديث

النوع الثامن من هذا العلم معرفة المراسيل المختلف في الاحتجاج بها،  وهذا نوع من علم الحديث صعب، قل ما يهتدي إليه إلا المتبحر في هذا العلم.

فإن مشايخ الحديث لم يختلفوا أن الحديث المرسل هو الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي، فيقول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 168 ] وأكثر ما تروى المراسيل:

من أهل المدينة عن سعيد بن المسيب.

ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح.

ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال.

ومن أهل الشام عن مكحول الدمشقي.

ومن أهل البصرة عن الحسن بن أبي الحسن.

ومن أهل الكوفة، عن إبراهيم بن يزيد النخعي.

وقد يروى الحديث بعد الحديث، عن غيرهم من التابعين إلا أن الغلبة لرواياتهم.

وأصحها: مراسيل سعيد بن المسيب .

والدليل عليه:

أن سعيد بن المسيب من أولاد الصحابة، فإن أباه المسيب بن حزن من أصحاب الشجرة، وبيعة الرضوان، وقد أدرك سعيد بن المسيب أبا بكر [ ص: 169 ] وعمر ، وعثمان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير إلى آخر العشرة، وليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد ، وقيس بن أبي [ ص: 170 ] حازم ، ثم مع هذا فإنه فقيه أهل الحجاز ومفتيهم، وأول فقهاء السبعة الذين يعد مالك بن أنس إجماعهم إجماع كافة الناس.

التالي السابق


الخدمات العلمية