الوجه الثاني : في بيان كذبه وتحريفه فيما نقله عن حال الصحابة بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - [1] .
قوله : " فبعضهم [2] . طلب الأمر لنفسه بغير حق ، وبايعه أكثر الناس طلبا للدنيا " .
وهذا إشارة إلى أبي بكر فإنه هو الذي بايعه أكثر الناس ، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يطلب الأمر لنفسه لا بحق ولا بغير حق ، بل قال : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : إما عمر بن الخطاب وإما أبا عبيدة . قال عمر : فوالله لأن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي [ من ] [3] . أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر . وهذا اللفظ في الصحيحين [4] \ 247 .
[ ص: 51 ] [ وقد روي ] [5] . عنه أيضا [6] . أنه قال : أقيلوني أقيلوني [7] ، فالمسلمون اختاروه وبايعوه لعلمهم بأنه خيرهم ، كما قال له عمر يوم السقيفة بمحضر المهاجرين والأنصار : أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكر ذلك أحد ، وهذا أيضا في الصحيحين [8] . . والمسلمون اختاروه كما قال [ النبي ] [9] . - صلى الله عليه وسلم - في [ الحديث ] [10] الصحيح لعائشة : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي " . ثم قال : " يأبى الله
[ ص: 52 ] والمؤمنون ( * إلا أبا بكر [11] ، فأبى الله وعباده المؤمنون * ) [12] . أن يتولى [13] . غير أبي بكر ، فالله هو ولاه قدرا وشرعا ، وأمر المؤمنين بولايته ، وهداهم إلى أن ولوه من غير أن يكون طلب ذلك لنفسه " .


