الثاني : أن الرسول [1] يقول له : أنا نذير لك إن فعلت ما أمرتك به نجوت وسعدت ، وإن لم تفعله عوقبت . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما صعد على الصفا ونادى : " يا صباحاه " [2] فأجابوه ، فقال : " أرأيتم [3] لو أخبرتكم أن عدوا مصبحكم أكنتم مصدقي ؟ " قالوا : ما جربنا عليك كذبا . قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد  " [4] وقال : " أنا النذير العريان  " [5]  . 
 [ ص: 67 ] ومن المعلوم أن من أنذر بعدو يقصده لم يقل لنذيره : قل لله يخلق في قدرة على الفرار حتى أفر ، بل يجتهد في الفرار ، والله هو الذي يعينه على الفرار   . 
فهذا الكلام لا يقوله إلا مكذب للرسل ، إذ ليس في الفطرة مع تصديق النذير الاعتلال بمثل هذا   . وإذا كان هذا تكذيبا حاق به ما حاق بالمكذبين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					