الوجه العاشر [1] : أن يقال : ما ذكره هذا الإمامي يمكن كل واحد من أهل السنة أن يعارضه بما هو أقوى منه ، فإنه يقول عن مثل سعيد بن المسيب ، وعلقمة ، والأسود ، والحسن البصري ، وعطاء بن أبي رباح ، ومحمد بن سيرين ، ومطرف بن الشخير ، ومكحول ، والقاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير [ ص: 116 ] وسالم بن عبد الله ، ومن شاء الله من التابعين وتابعيهم ، هؤلاء هم الأئمة [2] فيما يمكن الائتمام بهم فيه من الدين مع الائتمام بالملوك فيما يحتاج فيه إلى الائتمام بهم فيه من الدين [3] . وعلي بن الحسين وابنه وجعفر بن محمد وغيرهم هم أيضا [ من أئمة ] [4] أهل السنة [ والجماعة ] [5] بهذا الاعتبار ، فلم تأتم الشيعة بإمام ذي علم وزهد إلا وأهل السنة يأتمون به أيضا [6] وبجماعات [7] آخرين يشاركونهم في العلم والزهد ، بل هم أعلم منه وأزهد . وما اتخذ أهل السنة إماما من أهل المعاصي [8] إلا وقد اتخذت الشيعة إماما من أهل المعاصي شرا منه ، فأهل السنة [ أولى بالائتمام بأئمة العدل فيما يمكن الائتمام بهم فيه ، وأبعد عن الائتمام [9] بأئمة الظلم في غير ما هم ظالمون فيه ، فهم ] [10] خير من الشيعة في الطرفين .


