الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه العاشر [1] : أن يقال : ما ذكره هذا الإمامي يمكن كل واحد من أهل السنة أن يعارضه بما هو أقوى منه ، فإنه يقول عن مثل سعيد بن المسيب ، وعلقمة ، والأسود ، والحسن البصري ، وعطاء بن أبي رباح ، ومحمد بن سيرين ، ومطرف بن الشخير ، ومكحول ، والقاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير [ ص: 116 ] وسالم بن عبد الله ، ومن شاء الله من التابعين وتابعيهم ، هؤلاء هم الأئمة [2] فيما يمكن الائتمام بهم فيه من الدين مع الائتمام بالملوك فيما يحتاج فيه إلى الائتمام بهم فيه من الدين [3] . وعلي بن الحسين وابنه وجعفر بن محمد وغيرهم هم أيضا [ من أئمة ] [4] أهل السنة [ والجماعة ] [5] بهذا الاعتبار ، فلم تأتم الشيعة بإمام ذي علم وزهد إلا وأهل السنة يأتمون به أيضا [6] وبجماعات [7] آخرين يشاركونهم في العلم والزهد ، بل هم أعلم منه وأزهد . وما اتخذ أهل السنة إماما من أهل المعاصي [8] إلا وقد اتخذت الشيعة إماما من أهل المعاصي شرا منه ، فأهل السنة [ أولى بالائتمام بأئمة العدل فيما يمكن الائتمام بهم فيه  ، وأبعد عن الائتمام [9] بأئمة الظلم في غير ما هم ظالمون فيه ، فهم ] [10] خير من الشيعة في الطرفين .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية