وأما قوله [1]  : " كان عامل جنوده [2]  معاوية بن أبي سفيان  عامل الشام  ، وعامل الكوفة   سعيد بن العاص  [3] ، وبعده عبد الله بن عامر  ، والوليد بن عقبة  عامل البصرة   " . 
فيقال : أما  معاوية  فولاه  عمر بن الخطاب  لما مات أخوه  يزيد بن أبي سفيان  مكانه ، ثم ولاه عثمان    - رضي الله عنه - الشام  كله ، وكانت سيرته  [ ص: 360 ] في [4] أهل الشام  من أحسن السير [5] ، وكانت رعيته من أعظم الناس محبة له . 
وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم  " [6]  . 
وكان  معاوية  تحبه رعيته وتدعو له وهو يحبها ويدعو لها . 
وأما توليته لسعيد بن العاص  فأهل الكوفة  كانوا دائما يشكون [7] من ولاتهم . ولي عليهم  سعد بن أبي وقاص  ،  وأبو موسى الأشعري  ،  وعمار بن ياسر   والمغيرة بن شعبة  وهم يشكون منهم ، وسيرهم في هذا مشهورة ، ولا شك أنهم كانوا يشكون في زمن  عثمان  أكثر وقد علم أن  عثمان   وعليا   - رضي الله عنه - كل منهما ولى أقاربه وحصل له بسبب ذلك من كلام الناس وغير ذلك ما حصل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					