الوجه الخامس : إذا كان الإنسان مدنيا بالطبع ، وإنما وجب نصب  [ ص: 400 ] المعصوم ليزيل الظلم والشر عن أهل المدينة    ، فهل تقولون [1] ، إنه لم يزل في كل مدينة خلقها الله تعالى معصوم يدفع ظلم الناس أم لا ؟ . 
فإن قلتم بالأول ، كان هذا مكابرة ظاهرة . فهل في بلاد الكفار من المشركين وأهل الكتاب معصوم ؟ وهل كان في الشام  عند  معاوية  معصوم ؟ . 
وإن قلتم : بل نقول : هو في كل مدينة واحد وله نواب في سائر المدائن . 
قيل : فكل معصوم له نواب في جميع مدائن الأرض أم في بعضها ؟ 
فإن قلتم : في الجميع كان هذا مكابرة ، وإن قلتم : في البعض دون البعض . قيل : فما الفرق إذا كان ما ذكرتموه واجبا على الله ، وجميع المدائن حاجتهم إلى المعصوم واحدة ؟ . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					