الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1016 - سلمة بن الأكوع ، هكذا يقول جماعة أهل الحديث ، ينسبونه إلى جده وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع . والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن الأفصى الأسلمي . يكنى أبا مسلم ، وقيل : يكنى أبا إياس . وقال بعضهم : يكنى أبا عامر ، والأكثر أبو إياس ، [بابنه إياس ] ، كان ممن بايع تحت الشجرة ، سكن بالربذة ، وتوفي بالمدينة سنة أربع وسبعين ، وهو ابن ثمانين سنة ، وهو معدود في أهلها ، وكان شجاعا راميا سخيا خيرا فاضلا .

                                                              روى عنه جماعة من تابعي أهل المدينة . قال ابن إسحاق : وقد سمعت أن الذي كلمه الذئب سلمة بن الأكوع ، قال سلمة : رأيت الذئب قد أخذ ظبيا ، فطلبته حتى نزعته منه ، فقال : ويحك! ما لي ولك ؟ عمدت إلى رزق رزقنيه الله ، ليس من مالك تنتزعه مني ؟ قال : قلت : أيا عباد الله ، إن هذا لعجب ، ذئب يتكلم . فقال الذئب : أعجب من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم في أصول النخل يدعوكم إلى عبادة الله وتأبون إلا عبادة الأوثان . قال : فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت . فالله أعلم أي ذلك كان . ذكر ذلك ابن إسحاق بعد ذكر أرفع بن عميرة الذي كلمه الذئب على حسب ما تقدم [ ص: 640 ] من ذلك في بابه من هذا الكتاب .

                                                              عمر سلمة بن الأكوع عمرا طويلا .

                                                              روى عنه ابنه إياس بن سلمة ، ويزيد بن أبي عبيد . وروى عنه يزيد بن خصيفة . وقال يزيد بن أبي عبيد ، قلت لسلمة بن الأكوع : على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ؟ قال : على الموت . قال يزيد : وسمعت سلمة بن الأكوع يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ، وخرجت فيما بعث من البعوث سبع غزوات . وقال عنه ابنه إياس : ما كذب أبي قط . وروى عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خير رجالنا سلمة بن الأكوع .  وروى عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة عن أبيه ، قال : بينا نحن قائلون نادى مناد : أيها الناس ، البيعة البيعة ، فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو تحت الشجرة ، فبايعناه ، فذلك قول الله عز وجل : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم الآية .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية