1056 - سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم الخزاعي ، من ولد كعب بن عمرو بن ربيعة ، وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر ، وهو ماء السماء [عامر ] بن الغطريف ، والغطريف هو حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن ، وقد ثبت نسبه في خزاعة لا يختلفون فيه ، [ ص: 650 ] يكنى أبا مطرف ، كان خيرا فاضلا ، له دين وعبادة ، كان اسمه في الجاهلية يسارا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان ، سكن الكوفة ، وابتنى بها دارا في خزاعة ، وكان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون ، وكان له سن عالية ، وشرف وقدر ، وكلمة في قومه ، شهد مع علي صفين ، وهو الذي قتل حوشبا ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة ، ثم اختلط الناس [يومئذ ] .
وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما يسأله القدوم إلى الكوفة ، فلما قدمها ترك القتال معه ، فلما قتل الحسين ندم هو ، والمسيب بن نجبة الفزاري ، وجميع من خزله إذ لم يقاتلوا معه ، ثم قالوا : ما لنا من توبة مما فعلنا إلا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه ، فخرجوا فعسكروا بالنخيلة ، وذلك مستهل ربيع الآخر سنة خمس وستين ، وولوا أمرهم سليمان بن صرد ، وسموه أمير التوابين ، ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد ، فلقوا مقدمته في أربعة آلاف عليها شرحبيل بن ذي الكلاع ، فاقتتلوا ، فقتل سليمان بن صرد والمسيب [بن نجبة ] بموضع يقال له عين الوردة . وقيل : إنهم خرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين رضي الله عنه ، فسموا التوابين ، وكانوا أربعة آلاف ، فقتل سليمان بن صرد ، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله ، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم أدهم بن محيريز الباهلي ، وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة [ ص: 651 ] .
أخبرنا سعيد بن نصر ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا ابن وضاح ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن سليمان بن صرد - أن رجلين تلاحيا فاشتد غضب أحدهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعرف كلمة لو قالها سكن غضبه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، .


