الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1146 - سندر ، مولى زنباع الجذامي ، له صحبة . حديثه عند عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان لزنباع الجذامي عبد يقال له سندر ، فوجده يقبل جارية له فخصاه وجدعه ، فأتى سندر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إلى زنباع ، وقال : من مثل به أو أحرق بالنار فهو حر . وهو مولى الله عز وجل ورسوله . وأعتق سندر ، فقال له سندر : يا رسول الله ، أوص بي . فقال : أوصي بك كل مسلم .  فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سندر إلى أبي بكر ، فقال : احفظ في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعاله أبو بكر حتى توفي ، ثم أتى بعده إلى عمر . فقال عمر : إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك ، وإلا فانظر أي المواضع أحب إليك فأكتب لك . فاختار سندر مصر ، فكتب له إلى عمرو بن العاص يحفظ فيه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قدم على عمرو بن العاص أقطع له أرضا واسعة ودارا ، فكان سندر يعيش فيها ، فلما مات قبضت في مال الله .

                                                              وذكر أبو عفير في تاريخه عن أبي نعيم سماك بن نعيم الجذامي ، عن عمر الجروي أنه أدرك مسروح بن سندر الذي جدعه زنباع بن روح الجذامي ، [ ص: 689 ] وكان له مال كثير من رقيق وغيره ، وكان جاهلا ممكرا ، وعمر حتى زمن عبد الملك .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية