الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1203 - شماس بن عثمان بن الشريد [بن سويد بن هرمي ] المخزومي ، من بني عامر بن مخزوم ، اسمه nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وشماس لقب غلب عليه ، وقد ذكرنا الخبر [ ص: 711 ] بذلك في باب nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس ، كان من مهاجرة الحبشة ، ثم شهد بدرا ، وقتل يوم أحد شهيدا ، وكان يوم قتل ابن أربع وثلاثين سنة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما وجدت لشماس شبها إلا الجنة ، يعني بما يقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، nindex.php?page=treesubj&link=30804_30795وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي ببصره يمينا ولا شمالا إلا رأى شماسا في ذلك الوجه يذب بسيفه حتى غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فترس بنفسه دونه حتى قتل ، فحمل إلى المدينة وبه رمق ، فأدخل على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : ابن عمي يدخل على غيري! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احملوه إلى nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، فحمل إليها فمات عندها ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد إلى أحد ، فيدفن هنالك كما هو في ثيابه التي مات فيها بعد أن مكث يوما وليلة إلا أنه لم يأكل ولم يشرب ولم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يغسله .
وذكر أبو عبيدة أن شماسا هذا قتل يوم بدر فغلط ، وقال في ذلك حسان بن ثابت يرثيه ويعزي أخته [فاختة] فيه :
اقني حياتك في ستر وفي كرم فإنما كان شماس من الناس قد ذاق حمزة سيف الله فاصطبري كأسا رواء ككأس المرء شماس