الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1255 - ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري .

                                                              كان أبوه الخطاب بن مرداس رئيس بني فهر في زمانه ، وكان يأخذ المرباع لقومه ، وكان ضرار بن الخطاب يوم الفجار على بني محارب بن فهر ، وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين حتى قالوا : ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم ،  وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق .

                                                              قال الزبير بن بكار : لم يكن في قريش أشعر منه ، ومن ابن الزبعرى .

                                                              قال الزبير : ويقدمونه على ابن الزبعرى ، لأنه أقل منه سقطا وأحسن صنعة .

                                                              قال أبو عمر : كان ضرار بن الخطاب من مسلمة الفتح ، ومن شعره في يوم الفتح قوله :


                                                              يا نبي الهدى إليك لجا حي قريش وأنت خير لجاء     حين ضاقت عليهم سعة الأرض
                                                              وعاداهم إله السماء     والتقت حلقنا البطان على القوم
                                                              ونودوا بالصيلم الصلعاء     إن سعدا يريد قاصمة الظهر
                                                              بأهل الحجون والبطحاء

                                                              [ ص: 749 ] وتمام هذا الشعر في باب سعد بن عبادة من هذا الكتاب .

                                                              وقال ضرار بن الخطاب يوما لأبي بكر الصديق : نحن كنا لقريش خيرا منكم ، أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار .

                                                              واختلف الأوس والخزرج فيمن كان أشجع يوم أحد ، فمر بهم ضرار بن الخطاب فقالوا : هذا شهدها ، وهو عالم بها ، فبعثوا إليه فتى منهم ، فسأله عن ذلك ، فقال : لا أدري ما أوسكم من خزرجكم ، ولكني زوجت يوم أحد منكم أحد عشر رجلا من الحور العين .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية