الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1317 - عامر بن الأكوع ، وهو عامر بن سنان [الأنصاري ] عم سلمة بن عمرو بن الأكوع ، استشهد عامر بن سنان يوم خيبر ، [ ص: 786 ] قرأت على سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم ، حدثنا محمد بن وضاح ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا عكرمة بن عمار ، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع ، قال أخبرني أبي قال : لما خرج عمي عامر بن سنان إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يرتجز بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل يسوق الركاب ، وهو يقول :


                                                              بالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     إن الذين قد بغوا علينا
                                                              إذا أرادوا فتنة آبينا     ونحن عن فضلك ما استغنينا
                                                              فثبت الأقدام إن لاقينا


                                                              وأنزل سكينة علينا

                                                              فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ قالوا : عامر يا رسول الله . قال : غفر لك ربك . قال : وما استغفر لإنسان قط يخصه بالاستغفار إلا استشهد . قال :

                                                              فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله ، لو متعتنا بعامر ، فاستشهد يوم خيبر
                                                               
                                                              قال سلمة : وبارز عمي يومئذ مرحبا اليهودي فقال مرحب .


                                                              قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب


                                                              إذا الحروب أقبلت تلهب

                                                              فقال عمي :


                                                              قد علمت خيبر أني عامر     شاكي السلاح بطل مغامر

                                                              [ ص: 787 ] واختلفا ضربتين ، فوقع سيف مرحب في ترس عامر ، ورجع سيفه على ساقه فقطع أكحله ، فكانت فيها نفسه . قال سلمة : فلقيت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : بطل عمل عامر ، قتل نفسه . [قال سلمة ] : فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، بطل عمل عامر ؟ فقال : من قال ذلك ؟ فقلت : ناس من أصحابك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد كذب من قال ذلك ، بل له أجره مرتين .
                                                              قال سلمة : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى علي بن أبي طالب وقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فجئت به أقوده أرمد ، فبصق النبي صلى الله عليه وسلم في عينيه ، ثم أعطاه الراية ، فخرج مرحب يخطر بسيفه ، فقال :


                                                              قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب


                                                              إذا الحروب أقبلت تلهب

                                                              فقال علي رضي الله عنه :


                                                              أنا الذي سمتني أمي حيدرة     كليث غابات كريه المنظرة


                                                              أوفيهم بالصاع كيل السندرة

                                                              ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه
                                                              [ ص: 788 ] .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية