1332 - عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك [بن ] النضر بن كنانة القرشي الفهري أبو عبيدة ، [ ص: 793 ] غلبت عليه كنيته .
قال الزبير : كان أبو عبيدة أهتم ، وذلك أنه نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم من المغفر يوم أحد ، فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فاه ، فيقال : إنه ما رئي أهتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة .
وذكره بعضهم فيمن هاجر إلى أرض الحبشة ، ولم يختلفوا في شهوده بدرا ، والحديبية ، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، جاء ذكره فيهم في بعض الروايات ، وفي بعضها ابن مسعود ، وفي بعضها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم تختلف تلك الآثار في التسعة .
وكان أبو عبيدة يدعى في الصحابة القوي الأمين ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران : لأرسلن معكم القوي الأمين . ولقوله صلى الله عليه وسلم : لكل أمة أمين ، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح . وقال فيه أبو بكر الصديق يوم السقيفة : لقد رضيت لكم أحد الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم : عمر ، وأبو عبيدة بن الجراح .
وذكر ابن أبي شيبة ، عن ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أصحابي أحد إلا لو شئت لوجدت عليه إلا أبا عبيدة . وذكر أيضا عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : لما بعث عمر أبا عبيدة بن الجراح إلى الشام ، وعزل خالد بن الوليد قال [ ص: 794 ] خالد : بعث عليكم أمين هذه الأمة . فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خالد سيف من سيوف الله . ونعم فتى العشيرة . وذكر خليفة ، عن معاذ ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، قال : لما ولي عمر قال : والله لأنزعن خالدا حتى يعلم أن الله ينصر دينه .
قال : وأخبرنا علي وموسى ، عن حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة : إني قد استعملتك وعزلت خالدا .
قال خليفة : لما ولي عمر عزل خالدا ، وولى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين ، وشرحبيل بن حسنة على الأردن ، وخالد بن الوليد على دمشق ، وحبيب بن مسلمة على حمص ، ثم عزله وولى عبد الله بن قرط الثمالي ، ثم عزله ، وولى عبادة بن الصامت ، ثم عزله ، وولى عبد الله بن قرط . ثم وقع طاعون عمواس ، فمات أبو عبيدة ، واستخلف معاذ ، ومات معاذ ، واستخلف يزيد بن أبي سفيان ، فمات يزيد ، واستخلف أخاه معاوية فأقره عمر .
وكان موت أبي عبيدة ومعاذ ويزيد في طاعون عمواس ، وكان طاعون عمواس بأرض الأردن وفلسطين سنة ثمان عشرة ، مات فيه نحو خمسة وعشرين ألفا . ويقال : إن عمواس قرية بين الرملة وبيت المقدس . وقيل إن ذلك كان لقولهم عم واس ، ذكر ذلك الأصمعي ، وكانت سن أبي عبيدة يوم توفي ثماني وخمسين سنة [ ص: 795 ] .
حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، حدثنا سليمان بن الحارث ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس أن أهل بحران قالوا : يا رسول الله ، ابعث معنا أمينا ، فأخذ بيد أبي عبيدة وقال : هذا أمين هذه الأمة . وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ، من حديث حذيفة وغيره .


