الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1507 - عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي.

                                                              يكنى أبا محمد، واسم أبي حدرد سلامة بن [عمير بن ] أبي سلامة بن هوازن بن أسلم. وقيل عبيد بن عمير بن أبي سلامة بن سعد، من ولد عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمير بن عامر. أول مشاهد عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي هذا الحديبية ثم خيبر وما بعدها.

                                                              مات في زمن مصعب بن الزبير، هذا قول خليفة. وقال الواقدي: مات عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي سنة إحدى وسبعين، وهو يومئذ ابن إحدى وثمانين، وكذلك قال يحيى بن عبد الله بن بكير، وإبراهيم بن المنذر. وقال ضمرة بن ربيعة: قتل مصعب سنة إحدى وسبعين، وفيها مات عبد الله [ ص: 888 ] بن أبي حدرد. يعد في أهل المدينة. قد روى عنه ابنه القعقاع وغيره، وقد أنكر بعضهم صحبته وروايته. وقال: إن أحاديثه مرسلة، ومن قال هذا فقد جهل مكانه.

                                                              وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سراياه واحدة بعد أخرى.

                                                              ذكر ابن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، عن زيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلقينا عامر بن الأضبط، فحيانا بتحية الإسلام، فنزعنا، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله، وذكر تمام الخبر، وكذلك رواه يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن سلمة، عن ابن إسحاق بإسناده مثله.

                                                              ورواه عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، قال: كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم: واد من أودية أشجع. وهذه الروايات كلها تدل على صحبة عبد الله بن أبي حدرد. وقد قيل: إن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد له صحبة. وأما إنكار من أنكر أن يكون لعبد الله بن أبي حدرد صحبة لروايته عن أبيه فليس بشيء. وقد روى ابن عمر وغيره، عن أبيه، وعن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك ليس قول من قال: إنه لم يذكر فيمن روى عنه الزهري من الصحابة، لأنه لم يصح عن الزهري سماع منه، وسنذكره في باب من اسم أبيه من العبادلة على السين إن شاء الله تعالى.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية