الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1517 - عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب.

                                                              يقال له ابن الغسيل، لأن أباه حنظلة غسيل الملائكة، قد مضى ذكره في باب الحاء. ويقال له عبد الله بن الراهب، ينتسب إلى جده، وهو عبد الله بن حنظلة بن الراهب، والراهب هو أبو عامر، واسمه عبد عمرو بن صيفي، قد نسبناه في باب ابنه حنظلة الغسيل، غسيل الملائكة. وذكرنا طرفا من خبره وخبر أبي عامر أبيه هناك، وأما عبد الله بن حنظلة فولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 893 ] .

                                                              قال إبراهيم بن المنذر: عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر يكنى أبا عبد الرحمن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع، وقد رآه وروى عنه.

                                                              قال أبو عمر رحمه الله: كان خيرا فاضلا مقدما في الأنصار. ومن حديثه ما رواه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: قلت لعبيد الله بن عبد الله بن عمر: أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة عمن أخذه؟ قال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء عند كل صلاة،  فلما شق عليه أمر بالسواك، وكان عبد الله بن حنظلة يتوضأ لكل صلاة.  

                                                              قال أبو عمر رحمه الله: روى عنه ابن أبي مليكة، وضمضم بن جوس، وأسماء بنت زيد بن الخطاب. وروى عنه من الصحابة قيس بن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الرجل أحق بالصلاة في منزله.  

                                                              حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبد الله بن عمر، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: درهم ربا أشد عند الله من ثلاث وثلاثين زنية.  قال أبو عمر رحمه الله: أحاديثه عندي مرسلة.

                                                              وقتل عبد الله بن حنظلة يوم الحرة سنة ثلاث وستين، وكانت الأنصار قد بايعته يومئذ، وبايعت قريش عبد الله بن مطيع، وكان عثمان بن محمد [ ص: 894 ] بن أبي سفيان قد أوفده إلى يزيد بن معاوية، فلما قدم على يزيد حباه وأعطاه، وكان عبد الله فاضلا في نفسه، فرأى منه ما لا يصلح. فلم ينتفع بما وهب له، فلما انصرف خلعه في جماعة أهل المدينة، فبعث إليه مسلم بن عقبة، فكانت الحرة.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية