الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              155 - أكثم بن الجون ، أو ابن أبي الجون الخزاعي . قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي : يا أكثم ، رأيت عمرو ابن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، وما رأيت من رجل أشبه برجل منك به ولا به منك . فقال أكثم : أيضرني [ ص: 142 ] شبهه يا رسول الله؟ قال : لا ، إنك مؤمن وهو كافر ، وإنه كان أول من غير دين إسماعيل ، فنصب الأوثان وسيب السائبة ، وبحر البحيرة ، ووصل الوصيلة وحمى الحامي . رواه محمد بن بشر ، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عرضت علي النار ، فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، وهو أول من غير عهد إبراهيم ، فسيب السوائب ، وبحر البحائر ، وحمى الحمامي ، ونصب الأوثان ، وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون . فقال أكثم : يا رسول الله ، أيضرني شبهه؟ قال : لا ، إنك مسلم وهو كافر .  وروي عن أكثم قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أكثم ابن الجون . اغز مع قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك .   [وقد روي في الحديث : اغز مع غير قومك .  وأما الخبر الذي ذكر فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أشبه من رأيت بالدجال أكثم ابن الجون . قال : يا رسول الله ، أيضرني شبهه؟ قال : لا ، أنت مؤمن وهو كافر ، وهذا لا يصح في ذكره الدجال هاهنا في قصة أكثم بن أبي الجون وإنما يصح في ذلك ما قاله في عمرو بن لحي على ما تقدم لا في الدجال والله أعلم] [ ص: 143 ] .

                                                              وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الرفقاء أربعة :  من حديث الزهري .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية