الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب عتاب

                                                              1756 - عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو محمد أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة عام الفتح حين خروجه إلى حنين، فأقام للناس الحج تلك السنة، وهي سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا عليه، وعلى نحو ذلك أقام أبو بكر رضي الله عنه للناس الحج سنة تسع، حين أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمره أن ينادي ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وأن يبرأ إلى كل ذي عهد من عهده.   [ ص: 1024 ] وأردفه بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقرأ على الناس سورة براءة، فلم يزل عتاب أميرا على مكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقره أبو بكر عليها، فلم يزل إلى أن مات. وكانت وفاته - فيما ذكر الواقدي - يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال: ماتا في يوم واحد، وكذلك يقول ولد عتاب.

                                                              وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعي أبي بكر رضي الله عنه إلى مكة يوم دفن عتاب بن أسيد بها، وكان رجلا صالحا خيرا فاضلا. وأما أخوه خالد بن أسيد فذكر محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت عبد العزيز بن معاوية من ولد عتاب بن أسيد، ونسبه إلى عتاب بن أسيد - يقول: مات خالد بن أسيد، وهو أخو عتاب بن أسيد لأبيه وأمه، يوم فتح مكة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة. روى عمرو بن أبي عوف قال: سمعت عتاب بن أسيد يقول - وهو يخطب مسندا ظهره إلى الكعبة يحلف: ما أصبت في الذي بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين كسوتهما مولاي كيسان.

                                                              وحدث عنه سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، ولم يسمعا منه.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية