الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1804 - عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، واسمه قيس بن منبه بن بكر بن هوازن [بن منصور ] بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي، أبو مسعود، وقيل أبو يعفور، شهد صلح الحديبية.

                                                              قال ابن إسحاق: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فعلت فإنهم قاتلوك. فقال: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبصارهم ، وكان فيهم محببا مطاعا، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام، فأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على قومه . وقد دعاهم إلى دينه - رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله.

                                                              وقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلي، فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله [ ص: 1067 ] عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم. قال: فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثله في قومه مثل صاحب يس في قومه.
                                                              وقال فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه شعرا يرثيه، وقال قتادة في قول الله عز وجل : لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قالها الوليد بن المغيرة. قال: لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي القرآن أو على عروة بن مسعود الثقفي. قال: والقريتان مكة والطائف. وقال مجاهد: هو عتبة بن ربيعة من مكة وابن عبد ياليل الثقفي من الطائف، والأكثر قول قتادة، والله أعلم. وكان عروة يشبه بالمسيح عليه السلام في صورته.

                                                              أخبرني أحمد بن قاسم، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا يونس بن محمد المؤدب ، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: عرض علي الأنبياء عليهم السلام، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم، يعني نفسي - صلى الله عليه وسلم، ورأيت جبرئيل عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية الكلبي   .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية