الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1830 - عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري.

                                                              ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا تصح له صحبة. كان ابن خالة عمرو بن العاص، ولاه عمرو بن العاص إفريقية وهو على مصر، فانتهى إلى لواتة ومزاتة، فأطاعوا ثم كفروا، [ ص: 1076 ] فغزاهم من سنته. فقتل وسبى، وذلك في سنة إحدى وأربعين، وافتتح في سنة اثنتين وأربعين غدامس فقتل وسبى، وافتتح في سنة ثلاث وأربعين كور السودان ، وافتتح ودان؟ وهي من حيز برقة من بلاد إفريقية، وافتتح عامة بلاد البربر، وهو الذي اختط القيروان، وذلك في زمن معاوية، فالقيروان اليوم حيث اختطها عقبة بن نافع، وكان معاوية بن حديج قد اختط القيروان بموضع يدعى اليوم بالقرن ، فنهض إليه عقبة فلم يعجبه، فركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم. وكان واديا كثير الأشجار، غيضة، مأوى للوحوش والحيات، [واختط القيروان في ذلك الموضع ] ، فأمر بقطع ذلك وحرقه، فاختط القيروان، وأمر الناس بالبنيان.

                                                              وقال خليفة بن خياط: وفي سنة خمسين وجه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية، فاختط القيروان، وأقام بها ثلاث سنين.  

                                                              وروى محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال:

                                                              لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية وقف على القيروان، فقال: يا أهل الوادي، إنا حالون إن شاء الله تعالى [به] فاظعنوا - ثلاث مرات، قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا تخرج من تحته حية أو دابة حتى هبط بطن الوادي، ثم قال: انزلوا باسم الله.

                                                              وقتل عقبة بن نافع سنة ثلاث وستين بعد أن غزا السوس القصوى، [ ص: 1077 ] قتله كسيلة بن لمرم الأودي، وقتل معه أبا المهاجر دينار، وكان كسيلة نصرانيا. ثم قتل كسيلة في ذلك العام أو في العام الذي يليه، قتله زهير بن قيس البلوي، ويقولون: إن عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة.  فالله أعلم.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية