الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب عقيل

                                                              1834 - عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي [الهاشمي ، يكنى أبا يزيد. روينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا يزيد، إني أحبك حبين: حبا لقرابتك مني، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك. قدم عقيل البصرة، ثم الكوفة، ثم أتى الشام، وتوفي في خلافة معاوية، وله دار بالمدينة مذكورة.

                                                              من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يجزئ مد للوضوء وصاع للغسل -  رواه يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جده. ومن حديثه أيضا: كنا نؤمر بأن نقول: بارك الله لكم، وبارك عليكم، ولا نقول بالرفاء والبنين - رواه عنه الحسن بن أبي الحسن. وقال العدوي: كان عقيل قد أخرج إلى بدر مكرها، ففداه عمه العباس رضي الله عنه، ثم أتى مسلما قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة، وكان أكبر من أخيه جعفر رضي الله عنه بعشر سنين، وكان جعفر أسن من علي رضي الله عنه بعشر سنين، وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها، وقال: ولكنه كان مبغضا إليهم، لأنه كان يعد مساويهم، قال: وكانت له طنفسة تطرح له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلي عليها، ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب، وكان أسرع الناس جوابا، وأحضرهم مراجعة في القول، وأبلغهم في ذلك [ ص: 1079 ] .

                                                              قال: وحدثني ابن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كان في قريش أربعة يتحاكم إليهم، ويوقف عند قولهم - يعني في علم النسب: عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل الزهري، وأبو جهم بن حذيفة العدوي، وحويطب بن عبد العزى العامري. زاد غيره: كان عقيل أكثرهم ذكرا لمثالب قريش، فعادوه لذلك، وقالوا فيه بالباطل، ونسبوه إلى الحمق، واختلقوا عليه أحاديث مزورة، وكان مما أعانهم على ذلك مغاضبته لأخيه علي، وخروجه إلى معاوية، وإقامته معه. ويزعمون أن معاوية قال يوما بحضرته: هذا لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه. فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي، وقد آثرت دنياي، وأسأل الله تعالى خاتمة الخير.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية