باب عقيل
1834 - عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي [الهاشمي ، يكنى أبا يزيد. روينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا يزيد، إني أحبك حبين: حبا لقرابتك مني، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك. قدم عقيل البصرة، ثم الكوفة، ثم أتى الشام، وتوفي في خلافة وله دار معاوية، بالمدينة مذكورة.
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يجزئ مد للوضوء وصاع للغسل - رواه عن يزيد بن أبي زياد، عن أبيه، عن جده. ومن حديثه أيضا: عبد الله بن محمد بن عقيل، رواه عنه كنا نؤمر بأن نقول: بارك الله لكم، وبارك عليكم، ولا نقول بالرفاء والبنين - الحسن بن أبي الحسن. وقال العدوي: كان عقيل قد أخرج إلى بدر مكرها، ففداه عمه العباس رضي الله عنه، ثم أتى مسلما قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة، وكان أكبر من أخيه جعفر رضي الله عنه بعشر سنين، وكان جعفر أسن من رضي الله عنه بعشر سنين، وكان علي عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها، وقال: ولكنه كان مبغضا إليهم، لأنه كان يعد مساويهم، قال: وكانت له طنفسة تطرح له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلي عليها، ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب، وكان أسرع الناس جوابا، وأحضرهم مراجعة في القول، وأبلغهم في ذلك [ ص: 1079 ] .
قال: وحدثني عن أبيه، عن ابن الكلبي، أبي صالح، عن قال: كان في ابن عباس، قريش أربعة يتحاكم إليهم، ويوقف عند قولهم - يعني في علم النسب: عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل الزهري، وأبو جهم بن حذيفة العدوي، وحويطب بن عبد العزى العامري. زاد غيره: كان عقيل أكثرهم ذكرا لمثالب قريش، فعادوه لذلك، وقالوا فيه بالباطل، ونسبوه إلى الحمق، واختلقوا عليه أحاديث مزورة، وكان مما أعانهم على ذلك مغاضبته لأخيه علي، وخروجه إلى وإقامته معه. ويزعمون أن معاوية، قال يوما بحضرته: هذا لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه. فقال معاوية عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي، وقد آثرت دنياي، وأسأل الله تعالى خاتمة الخير.