قال رحمه الله: كان أبو عمر وأمه عمار سمية ممن عذب في الله، ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه، واطمأن بالإيمان قلبه، فنزلت فيه : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان . ذا مما اجتمع أهل التفسير عليه.
وهاجر إلى أرض الحبشة، وصلى القبلتين، وهو من المهاجرين الأولين، ثم شهد بدرا والمشاهد كلها، وأبلى ببدر بلاء حسنا، ثم شهد اليمامة، فأبلى فيها أيضا، ويومئذ قطعت أذنه.
وذكر حدثنا الواقدي: عبد الله بن نافع عن أبيه، عن قال [ ص: 1137 ] . عبد الله بن عمر،
يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون! أنا عمار بن ياسر هلموا إلي، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال. عمار بن ياسر، وكان فيما ذكر رأيت طويلا أشهل بعيد ما بين المنكبين. الواقدي
قال بلغنا أن إبراهيم بن سعد: قال: كنت تربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سنه لم يكن أحد أقرب به سنا مني. عمار بن ياسر
روى سفيان، عن عن أبيه، عن قابوس بن أبي ظبيان، في قول الله عز وجل : ابن عباس أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس قال عمار بن ياسر كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها . قال أبو جهل بن هشام. ملئ إيمانا إلى مشاشه عمارا . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
ويروى: إلى أخمص قدميه. وحدثنا حدثنا خلف بن قاسم، عبد الله بن عامر، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا يحيى بن سليمان، حدثنا يحيى بن أبان، حدثنا عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبيه، ولم يقل فيه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، يحيى بن سليمان عن أبيه، عن قالت: ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عائشة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عمار بن ياسر، إيمانا إلى أخمص قدميه عمار ملئ [ ص: 1138 ] .
قال شهدنا مع عبد الرحمن بن أبزى: رضي الله عنه صفين في ثمانمائة - من بايع بيعة الرضوان، قتل منهم ثلاثة وستون، منهم علي عمار بن ياسر.
أنبأنا عبد الله، أنبأنا أحمد، حدثنا يحيى بن سليمان، حدثنا معلى، عن عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، مسروق، عن قالت: ما من أصحاب عائشة، محمد صلى الله عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عمار بن ياسر، حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه إيمانا. عمار بن ياسر ومن حديث إن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خالد بن الوليد أبغضه الله تعالى. عمارا قال من أبغض خالد: فما زلت أحبه من يومئذ.
وروي من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنس علي، وعمار، وسلمان، رضي الله عنهم. وبلال ومن حديث اشتاقت الجنة إلى رضي الله عنه قال: علي بن أبي طالب يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فعرف صوته، فقال: مرحبا بالطيب المطيب ائذنوا له. عمار وروى جاء عن الأعمش، قال: شهدنا مع أبي عبد الرحمن السلمي، رضي الله عنه صفين، فرأيت علي لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب عمار بن ياسر محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه، كأنه علم لهم. وسمعت يقول يومئذ عمارا لهاشم بن عقبة: يا هاشم، تقدم ، الجنة تحت الأبارقة ، اليوم ألقى [ ص: 1139 ] الأحبة: محمدا وحزبه. والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله فاليوم نضربكم على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله أو يرجع الحق إلى سبيله
وقال أبو مسعود وطائفة لحذيفة حين احتضر وأعيد ذكر الفتنة: إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قال: عليكم بابن سمية، فإنه لن يفارق الحق حتى يموت، أو قال: فإنه يدور مع الحق حيث دار. وبعضهم يرفع هذا الحديث عن حذيفة.
وروى عن الشعبي، في خبر صفين قال: ثم حمل الأحنف بن قيس فحمل عليه عمار ابن جزء السكسكي، وأبو الغادية الفزاري، فأما فطعنه، وأما أبو الغادية ابن جزء فاحتز رأسه ... وذكر تمام الحديث، وقد ذكرته فيما خرجت من طرق حديث عمار: وروى تقتلك الفئة الباغية. عن وكيع، عن شعبة، عمرو بن مرة، عن قال: عبد الله بن سلمة،
لكأني أنظر إلى عمار يوم صفين واستسقى فأتي بشربة من لبن فشرب، فقال: اليوم ألقى الأحبة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن، ثم استسقى، فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فيه [ ص: 1140 ] ضياح من لبن، فقال حين شربه: الحمد لله، الجنة تحت الأسنة، ثم قال: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل، ثم قاتل حتى قتل. عمار -
روى عن شعبة، أبي إسحاق، عن ، قال: قرأت كتاب حارثة بن مضرب إلى أهل عمر الكوفة: أما بعد فإني بعثت إليكم أميرا، عمارا معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطيعوا لهما، واقتدوا بهما، فإني قد آثرتكم وعبد الله بن مسعود بعبد الله على نفسي أثرة .
قال رحمه الله: إنما قال أبو عمر في عمر عمار وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث وابن مسعود، رضي الله عنه - والله أعلم - من رواية علي بن أبي طالب وغيره، عن فطر بن خليفة من كثير أبي إسماعيل، عبد الله بن مليل، عن رضي الله عنه، قال علي حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعمار، وأبو ذر، وحذيفة، والمقداد، وبلال. وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء وزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر: الفئة الباغية. عمار وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وهو من أصح الأحاديث. تقتل
وكانت صفين في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين، ودفنه علي رضي الله عنه [ ص: 1141 ] في ثيابه ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه، وهو مذهبهم في الشهداء إنهم لا يغسلون، ولكنهم يصلى عليهم. يوم قتل نيفا على تسعين، وقيل: ثلاثا وتسعين. عمار وقيل إحدى وتسعين. وقيل اثنتين وتسعين سنة. وكانت سن