1878 - عمر بن الخطاب - أمير المؤمنين رضي الله عنه - ابن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي، أبو حفص.
أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وقالت طائفة في أم عمر: حنتمة بنت هشام بن المغيرة. ومن قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام، والحارث بن هشام بن المغيرة، وليس كذلك، وإنما هي ابنة عمهما، فإن هاشم بن المغيرة وهشام بن المغيرة أخوان، فهاشم والد حنتمة أم عمر، وهشام والد الحارث وأبي جهل، وهاشم بن المغيرة هذا جد لأمه، كان يقال له ذو الرمحين [ ص: 1145 ] . عمر
ولد رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. وروى عمر عن أبيه، عن جده، قال: سمعت أسامة بن زيد بن أسلم، يقول: ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين. عمر
قال وكان الزبير: رضي الله عنه من أشراف عمر بن الخطاب قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، وذلك أن قريشا كانت إذا وقعت بينهم حرب وبين غيرهم بعثوا سفيرا. وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر رضوا به بعثوه منافرا ومفاخرا.
قال رحمه الله: ثم أسلم بعد رجال سبقوه. وروى أبو عمر عن ابن معين أبي إدريس، عن حصين، عن قال: هلال بن يساف. رضي الله عنه بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة. عمر بن الخطاب أسلم
قال فكان إسلامه عزا ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر، فهو من المهاجرين الأولين، وشهد بدرا وبيعة الرضوان، وكل مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنه راض، وولي الخلافة بعد أبو عمر: بويع له بها يوم مات أبي بكر، رضي الله عنه باستخلافه له سنة ثلاث عشرة، فسار بأحسن سيرة وأنزل نفسه من مال الله بمنزلة رجل من الناس، وفتح الله له الفتوح بالشام، والعراق، ومصر، وهو دون الدواوين في العطاء، ورتب الناس فيه على سوابقهم، كان لا يخاف في الله لومة لائم، وهو الذي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه، وأرخ التاريخ من الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم، وهو أبو بكر لقصة نذكرها هنا إن شاء الله تعالى [ ص: 1146 ] . أول من سمي بأمير المؤمنين،
وهو أول من اتخذ الدرة، وكان وكان آدم شديد الأدمة، طوالا، كث اللحية، أصلع أعسر يسر، يخضب بالحناء والكتم ، [وقال نقش خاتمه «كفى بالموت واعظا يا عمر» كان أنس: يخضب بالحناء والكتم، وكان أبو بكر يخضب بالحناء بحتا. قال أبو عمر: الأكثر أنهما كانا يخضبان. عمر
وقد روي عن إن صح - أن مجاهد - كان لا يغير شيبته] . عمر بن الخطاب
هكذا ذكره وغيره، بأنه كان آدم شديد الأدمة [وهو الأكثر عند أهل العلم بأيام الناس وسيرهم وأخبارهم] ، ووصفه زر بن حبيش وكان مغفلا، فقال: كان أبو رجاء العطاردي، طويلا جسيما أصلع شديد الصلع، أبيض شديد حمرة العينين، في عارضه خفة، سبلته كثيرة الشعر في أطرافها صهبة. عمر بن الخطاب
قد ذكر من حديث الواقدي عن عاصم بن عبيد الله، عن أبيه قال: إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي بني مظعون، وكان أبيض، لا يتزوج لشهوة إلا لطلب الولد، سالم بن عبد الله بن عمر، وعاصم بن عبيد الله لا يحتج بحديثه ولا بحديث الواقدي.
وزعم أن سمرة الواقدي وأدمته إنما جاءت من أكله الزيت عام الرمادة. وهذا منكر من القول. وأصح ما في هذا الباب - والله أعلم - حديث عمر عن سفيان الثوري، عن عاصم بن بهدلة، قال: زر بن حبيش، شديد الأدمة عمر [ ص: 1147 ] . رأيت
قال كان أنس: يخضب بالحناء والكتم، وكان أبو بكر يخضب بالحناء بحتا. قال عمر إنهما كانا يخضبان. وقد روي عن أبو عمر: إن صح - أن مجاهد - رضي الله عنه كان لا يغير شيبه. قال عمر بن الخطاب عن شعبة، سماك، عن هلال بن عبد الله: رأيت رضي الله عنه رجلا آدم ضخما، كأنه من رجال سدوس في رجليه روح . عمر بن الخطاب
ومن حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أسلم ثلاث مرات، وهو يقول: اللهم أخرج ما في صدره من غل، وأبدله إيمانا - يقولها ثلاثا. ومن حديث أيضا قال: ابن عمر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وروي من حديث ونزل القرآن بموافقته في أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي تحريم الخمر، وفي مقام إبراهيم. عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وأبي هريرة عمر. وروى لو كان بعدي نبي لكان سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن قالت: عائشة، فعمر بن الخطاب. ورواه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في هذه الأمة أحد عن أبو داود الطيالسي، عن أبيه، عن إبراهيم بن سعد، أبي سلمة، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله [ ص: 1148 ] . أبي هريرة،
وروى عن ابن المبارك، يونس، عن عن ابن شهاب، سالم وحمزة ابني عن عبد الله بن عمر، قال: ابن عمر، قالوا: فما أولت يا رسول الله ذلك؟ قال: العلم. عمر. ورواه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت حتى رأيت الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عن معمر، عن الزهري، سالم، عن أبيه، قال: كنا نحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت ... وذكر مثله سواء.
وروى عن سفيان بن عيينة، عمرو بن دينار، عن جابر - فلولا غيرتك يا عمر بن الخطاب. أبا حفص لدخلته.
فبكى أعليك يغار؟ أو قال: أغار يا رسول الله! عمر، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فرأيت فيها دارا - أو قال قصرا - وسمعت فيه ضوضأة ، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لرجل من قريش. فظننت أني أنا هو، فقلت: من هو؟ فقيل: عن أبو داود الطيالسي، عن أبيه، عن إبراهيم بن سعد، أبي سلمة، عن قال: أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيتني في المنام والناس يعرضون علي، وعليهم قمص منها إلى كذا ومنها إلى كذا، ومر علي عمر بن الخطاب يجر قميصه. فقيل: يا رسول الله، ما أولت ذلك؟ قال: الدين.
هكذا رواه فيما حدث به عنه إبراهيم بن سعد الطيالسي. حدثنا الحسن بن حجاج الزيات الطبراني، حدثنا الحسن بن محمد المدني، [ ص: 1149 ] حدثنا حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أنه أبي سعيد الخدري - وعليه قميص يجره. قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله! قال: الدين. عمر بن الخطاب وقال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم والناس يعرضون علي، وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ إلى الثدي، ومنها دون ذلك، وعرض علي رضي الله عنه: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ثم أبو بكر، رضي الله عنهما. وقال رضي الله عنه: عمر وروى ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. عن أبو معاوية، عن الأعمش، أبي صالح، عن مالك الدار قال:
أصاب الناس قحط في زمن فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. قال: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: إيت عمر فمره أن يستسقي للناس، فإنهم سيسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس . فأتى الرجل عمر فأخبره، فبكى عمر، وقال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه، يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه وقال عمر، ما زلنا أعزة منذ أسلم ابن مسعود: عمر.
وقال حذيفة: كان علم الناس كلهم قد درس في علم عمر.
وقال ابن مسعود: عمر. لقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم، ولمجلس كنت أجلسه مع لو وضع علم أحياء العرب في كفة ميزان، ووضع علم [ ص: 1150 ] عمر في كفة لرجح علم أوثق في نفسي من عمل سنة. عمر
وذكر عن عبد الرزاق، قال: لو أن رجلا قال: معمر، أفضل من عمر ما عنفته، وكذلك لو قال: أبي بكر أفضل من علي أبي بكر لم أعنفه إذا ذكر فضل الشيخين وأحبهما وأثنى عليهما بما هما أهله. فذكرت ذلك وعمر لوكيع فأعجبه واشتهاه. قال: يدل على أن رضي الله عنه أفضل من أبا بكر رضي الله عنه سبقه له إلى الإسلام. عمر
وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت في المنام كأني وزنت بأمتي فرجحت، ثم وزن فرجح، ثم وزن أبو بكر فرجح، وفي هذا بيان واضح في فضله على عمر وقال عمر. رضي الله عنه: ما سابقت عمر إلى خير قط إلا سبقني إليه، ولوددت أني شعرة في صدر أبي بكر. أبا بكر
وذكر عن سيف بن عمر، عبيدة بن معتب، عن قال: إبراهيم النخعي،
أول من ولي شيئا من أمور المسلمين ولاه عمر بن الخطاب، القضاء، فكان أبو بكر وقال: اقض بين الناس، فإني في شغل، وأمر أول قاض في الإسلام. بعس ابن مسعود المدينة.
وأما القصة التي ذكرت في تسمية نفسه أمير المؤمنين، فذكر عمر قال: الزبير،
قال لما ولي: كان عمر يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله، يطول هذا! قال: فقال له المغيرة بن شعبة: أنت أميرنا، ونحن المؤمنون. فأنت أمير المؤمنين. قال: فذاك إذن [ ص: 1151 ] . أبو بكر
قال وأعلى من هذا في ذلك ما حدثنا أبو عمر: حدثنا خلف بن قاسم، أبو أحمد بن الحسين بن جعفر بن إبراهيم، حدثنا أبو زكريا يحيى بن أيوب بن بادي العلاف، حدثنا عمر بن خالد، حدثنا عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، أن الزهري سأل عمر بن عبد العزيز أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة، لأي شيء كان رضي الله عنه يكتب: من خليفة رسول الله؟ وكان أبو بكر يكتب: من خليفة عمر ومن أول من كتب عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: حدثتني أبي بكر؟ الشفاء - وكانت من المهاجرات الأول - أن رضي الله عنه كتب إلى عامل عمر بن الخطاب العراق أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله. فبعث إليه عامل العراق لبيد بن ربيعة العامري، وعدي بن حاتم الطائي، فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد، فإذا هما فقالا له: استأذن لنا على أمير المؤمنين يا بعمرو بن العاص، عمرو؟ فقال عمرو: أنتما والله أصبتما باسمه، نحن المؤمنون وهو أميرنا. فوثب عمرو، فدخل على فقال: عمر،
السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال ما بدا لك في هذا الاسم؟ يعلم الله لتخرجن مما قلت أو لأفعلن. قال: إن عمر: لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد، وقالا لي: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين، فهما والله أصابا اسمك، أنت الأمير، ونحن المؤمنون. قال: فجرى الكتاب من يومئذ.
قال وكانت الشفاء جدة أبي بكر، وروينا من وجوه أن أبو عمر: رضي الله عنه كان يرمي الجمرة، فأتاه جمر فوقع على صلعته، فأدماه، وثمة رجل من عمر [ ص: 1152 ] بن الخطاب بني لهب، فقال: أشعر أمير المؤمنين، لا يحج بعدها. قال: ثم جاء إلى الجمرة الثانية، فصاح رجل: يا خليفة رسول الله.
فقال: لا يحج أمير المؤمنين بعد عامه هذا. فقتل بعد رجوعه من الحج. عمر
قال محمد بن حبيب: لهب - مكسورة اللام: قبيلة من قبائل الأزد، تعرف فيها العيافة والزجر.
قال أبو عمر: رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين من ذي الحجة، طعنه عمر أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة لثلاث بقين من ذي الحجة - هكذا قال قتل وغيره قال: لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين. الواقدي.
وروى سعيد، عن عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: معدان بن أبي طلحة اليعمري، يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر. عمر قتل
وقال أبو نعيم: قتل يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وكانت خلافته عشر سنين ونصفا. عمر بن الخطاب
أخبرنا حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، يحيى بن سعيد، قال: سمعت يقول: قتل سعيد بن المسيب أبو لؤلؤة رضي الله [ ص: 1153 ] عنه، فطعن معه اثنا عشر رجلا، فمات ستة، وقال: فرمى عليه رجل من أهل العراق برنسا، ثم برك عليه، فلما رآه أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ نفسه فقتلها. عمر بن الخطاب
ومن أحسن شيء يروى في مقتل رضي الله عنه وأصحه ما حدثنا عمر خلف بن قاسم بن سهل، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان، قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: شهدت يوم طعن، وما منعني أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته، وكان رجلا مهيبا، فكنت في الصف الذي يليه، فأقبل عمر رضي الله عنه، فعرض له عمر أبو لؤلؤة - غلام المغيرة بن شعبة - ففاجأ رضي الله عنه قبل أن تستوي الصفوف، ثم طعنه ثلاث طعنات، فسمعت عمر وهو يقول: دونكم الكلب، فإنه قتلني، وماج الناس وأسرعوا إليه، فجرح ثلاثة عشر رجلا، فانكفأ عليه رجل من خلفه فاحتضنه، فماج الناس بعضهم في بعض، حتى قال قائل: الصلاة عباد الله، طلعت الشمس، فقدموا عمر فصلى بنا بأقصر سورتين في القرآن: عبد الرحمن بن عوف، إذا جاء نصر الله و إنا أعطيناك الكوثر . واحتمل ودخل عليه الناس، فقال: يا عمر اخرج فناد في الناس إن أمير المؤمنين يقول: أعن ملأ منكم هذا! فخرج عبد الله بن عباس، فقال: أيها الناس. أعن ملأ منكم هذا؟ فقالوا: معاذ الله! والله [ ص: 1154 ] ما علمنا ولا اطلعنا. وقال: ادعوا لي الطبيب، فدعي الطبيب، فقال: ابن عباس
أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فسقي نبيذا، فخرج من بعض طعناته، فقال الناس: هذا دم صديد. قال: اسقوني لبنا، فخرج من الطعنة، فقال له الطبيب: لا أرى أن تمسي، فما كنت فاعلا فافعل. وذكر تمام الخبر في الشورى،وتقديمه في الصلاة، وقوله في لصهيب عليه السلام: علي
إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق الأجلح المستقيم - يعني وقوله في عليا. وغيره. فقال له عثمان ما يمنعك أن تقدم ابن عمر: قال: أكره أن أحملها حيا وميتا. عليا؟
وذكر قال: أخبرني الواقدي، عن نافع، عن أبي نعيم، عن أبيه، قال: غدوت مع عامر بن عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه إلى السوق وهو متكئ على يدي، فلقيه عمر بن الخطاب أبو لؤلؤة - غلام المغيرة بن شعبة - فقال: ألا تكلم مولاي يضع عنى من خراجي! قال: كم خراجك؟ قال: دينار.
قال: ما أرى أن أفعل، إنك لعامل محسن، وما هذا بكثير. ثم قال له ألا تعمل لي رحى؟ قال: بلى. فلما ولى قال عمر: أبو لؤلؤة: لأعملن لك رحى يتحدث بها ما بين المشرق والمغرب. قال: فوقع في نفسي قوله.
قال: فلما كان في النداء لصلاة الصبح خرج إلى الناس يؤذنهم للصلاة. عمر
قال وأنا في مصلاي وقد اضطجع له عدو الله ابن الزبير: أبو لؤلؤة، فضربه بالسكين ست طعنات إحداهن تحت سرته وهي قتلته، فصاح أين عمر: فقالوا: هو ذا يا أمير المؤمنين. قال: تقدم [ ص: 1155 ] فصل بالناس، فتقدم عبد الرحمن بن عوف؟ عبد الرحمن فصلى بالناس، وقرأ في الركعتين بـ قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون . واحتملوا فأدخلوه منزله، فقال لابنه عمر عبد الله: اخرج فانظر من قتلني. قال: فخرج عبد الله بن عمر فقال:
من قتل أمير المؤمنين؟ فقالوا: أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فرجع فأخبر فقال: الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يحاجني بلا إله إلا الله، ثم قال: انظروا إلى عمر، فذكر الخبر في الشورى بتمامه. عبد الرحمن بن عوف،
حدثنا حدثنا خلف بن قاسم، الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا حدثنا محمد بن حميد، قال: اختلف علينا في شأن علي بن مجاهد، أبي لؤلؤة، فقال بعضهم: كان مجوسيا، وقال بعضهم: كان نصرانيا، فحدثنا عن أبو سنان سعيد بن سنان، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: كان عمرو بن ميمون الأودي، أبو لؤلؤة أزرق نصرانيا، وجأه بسكين له طرفان، فلما جرح جرح معه ثلاثة عشر رجلا في المسجد، ثم أخذ، فلما أخذ قتل نفسه. عمر
واختلف في سن رضي الله عنه يوم مات، فقيل: توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة كسن النبي صلى الله عليه وسلم وسن عمر حين توفيا، روي ذلك من وجوه، عن أبي بكر ومن قول معاوية، وروى الشعبي. عبيد الله بن عمر، عن عن نافع، قال: توفي ابن عمر، وهو ابن بضع وخمسين سنة [ ص: 1156 ] وقال عمر عن أحمد بن حنبل، هشيم، عن عن علي بن زيد، أن سالم بن عبد الله - قبض وهو ابن خمس وخمسين، وقال عمر توفي وهو ابن أربع وخمسين سنة. وقال الزهري: توفي وهو ابن اثنين وخمسين. قتادة
وقيل: مات وهو ابن ستين. وقيل: مات وهو ابن ثلاث وستين.
حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي بن المديني، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، أبو بردة، عن أنه رأى في المنام كأن الناس جمعوا، فإذا فيهم رجل فرعهم، فهو فوقهم بثلاثة أذرع، فقلت: من هذا؟ فقالوا: عوف بن مالك الأشجعي قلت: عمر.
لم؟ قالوا: لأن فيه ثلاث خصال، إنه لا يخاف في الله لومة لائم. وإنه خليفة مستخلف، وشهيد مستشهد. قال: فأتى إلى فقصها عليه، فأرسل إلى أبي بكر فدعاه ليبشره. قال: فجاء عمر فقال لي عمر، اقصص رؤياك. قال: فلما بلغت «خليفة مستخلف» زبرني أبو بكر: وانتهرني، وقال: اسكت، تقول هذا عمر، وأبو بكر حي! قال: فلما كان بعد، وولي مررت بالمسجد، وهو على المنبر. قال: فدعاني، وقال: اقصص رؤياك، فقصصتها. فلما قلت: إنه لا يخاف في الله لومة لائم. قال: إني لأرجو أن يجعلني الله منهم. قال: فلما قلت: خليفة مستخلف. قال: قد استخلفني الله، فسله أن يعينني على ما ولاني. فلما ذكرت: شهيد مستشهد قال: أنى لي بالشهادة وأنا بين أظهركم تغزون ولا أغزو! ثم قال: بلى يأتي الله بها أنى شاء [ ص: 1157 ] . عمر
أنبأنا سعيد بن سيد، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا حدثنا أحمد بن خالد، أبو يعقوب الديري، حدثنا عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، سالم، عن ابن عمر قميصا أبيض، وقال: جديد قميصك أم غسيل؟ قال: بل غسيل. قال: عمر
البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة، قال: وإياك يا رسول الله . أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على
وروى عن معمر، قال: صلى الزهري على عمر رضي الله عنه حين مات، وصلى أبي بكر صهيب على رضي الله عنهما. عمر
وروي عن رضي الله عنه أنه قال في انصرافه من حجته التي لم يحج بعدها: الحمد لله ولا إله إلا الله، يعطي من يشاء ما يشاء، لقد كنت بهذا الوادي - يعني ضجنان - أرعى إبلا عمر للخطاب، وكان فظا غليظا يتعبني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أصبحت وأمسيت، وليس بيني وبين الله أحد أخشاه، ثم تمثل:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الإله ويودي المال والولد لم تغن عن هرمز يوما خزائنه
والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا ولا سليمان إذ تجري الرياح له
والجن والإنس فيما بينها برد أين الملوك التي كانت لعزتها
من كل أوب إليها وافد يفد حوض هنالك مورود بلا كذب
لا بد من ورده يوما كما وردوا
ظلوم لنفسي غير أني مسلم أصلي الصلاة كلها وأصوم
أين كان منزل أمير المؤمنين؟ فقال قائل - وأنا أسمع: هذا كان منزله، فأناخ في منزل عمر، ثم رفع عقيرته يتغنى:
عليك سلام من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يجر أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بواثق في أكمامها لم تفتق
قال رحمه الله: كانوا إخوة ثلاثة كلهم شاعر. أبو عمر
وروى مسعر، عن عن عبد الملك بن عمير، عروة، عن قالت: عائشة
ناحت الجن على قبل أن يقتل بثلاث فقالت: عمر
أبعد قتيل بالمدينة أظلمت له الأرض تهتز العضاة بأسوق
جزى الله خيرا من إمام وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائق في أكمامها لم تفتق
فما كنت أخشى أن يكون وفاته بكفي سبتني أزرق العين مطرق
والمطرق: الحنق، قال الملتمس:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغا لنابيه الشجاع لصمما