والأهتم أبوه، واسمه سنان بن خالد بن سمي. ويقال: إنه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث، وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ويقال: إن ضربه بقوس فهتم فمه، فسمي قيس بن عاصم بالأهتم، وقال بعد أن نسبه النسب الذي ذكرناه: كان أبوه خليفة بن خياط - الأهتم وهو سنان بن خالد من بني منقر مهتوما من سنه. قال: وقال أبو اليقظان: أم عمرو بن الأهتم بنت فدكي بن أعبد [بن الأهتم ] ، ويكنى عمرو بن الأهتم أبا ربعي. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا في وجوه قومه من بني تميم، فأسلم، وذلك في سنة تسع من الهجرة، الزبرقان بن بدر، ففخر وقيس بن عاصم، الزبرقان، فقال: يا رسول الله، أنا سيد تميم، والمطاع فيهم، والمجاب فيهم، آخذ لهم بحقوقهم، وأمنعهم من الظلم، وهذا يعلم ذلك - يعني عمرو بن الأهتم.
فقال عمرو: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع في أدانيه. فقال الزبرقان: لقد كذب يا رسول الله، وما منعه من أن يتكلم إلا الحسد.
فقال عمرو: أنا أحسدك! فوالله إنك لئيم الخال، حديث المال، أحمق [ ص: 1164 ] الولد، مبغض في العشيرة، فوالله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الثانية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرا. وروي أن قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم كان، وفي وفد وكان فيمن قدم معه تميم سبعون أو ثمانون رجلا، فيهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم، وهم الذين نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، وخبرهم طويل. ثم أسلم القوم، وبقوابالمدينة مدة يتعلمون القرآن والدين، ثم أرادوا الخروج إلى قومهم، فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم وكساهم، وقال: أما بقي منكم أحد! وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم. فقال وهو من رهط قيس بن عاصم - عمرو، وقد كان مشاحنا له: لم يبق منا أحد إلا غلام حدث في ركابنا، وأزرى به، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطاهم، فبلغ عمرا ما قال قيس، فقال له عمرو:
ظللت مفترش العلياء تشتمني عند النبي فلم تصدق ولم تصب إن تبغضونا فإن الروم أصلكم
والروم لا تملك البغضاء للعرب فإن سؤددنا عود وسؤددكم
مؤخر عند أصل العجب والذنب
ذريني فإن البخل يا أم هيثم لصالح أخلاق الرجال سروق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
من ولده خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم.