الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1919 - عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.

                                                              كان ممن هاجر الهجرتين جميعا هو وأخوه خالد بن سعيد بن العاص إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة، وقدما معا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان إسلام خالد بن سعيد قبل إسلام أخيه عمرو بيسير، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية.

                                                              وقال الواقدي: حدثني جعفر بن عمر بن خالد، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد، قالت: قدم علينا عمي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد مقدم أبي بيسير، فلم يزل هنالك حتى حمل في السفينتين مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقدموا عليه وهو بخيبر سنة سبع من الهجرة، فشهد عمرو، مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح، وحنينا، والطائف، وتبوك، فلما خرج المسلمون إلى الشام كان فيمن خرج، فقتل يوم أجنادين شهيدا [ ص: 1178 ] .

                                                              وذكر الطحاوي، عن علي بن معبد، عن إبراهيم بن محمد القرشي، عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده، قال: قدم عمرو بن سعيد مع أخيه على النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى حلقة في يده، فقال: ما هذه الحلقة في يدك؟ قال: هذه حلقة صنعتها يا رسول الله؟ قال: فما نقشها؟ قال:

                                                              محمد رسول الله. قال: أرنيه. فتختمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهى أن ينقش أحد عليه، ومات وهو في يده، ثم أخذه أبو بكر بعد ذلك، فكان في يده، ثم أخذه عمر فكان في يده، ثم أخذه عثمان فكان في يده عامة خلافته حتى سقط منه في بئر أريس.
                                                               


                                                              واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن سعيد على قرى عربية، منها تبوك، وخيبر، وفدك. وقتل عمرو بن سعيد مع أخيه أبان بن سعيد بأجنادين سنة ثلاثة عشرة، هكذا قال الواقدي، وأكثر أهل السير. وقال ابن إسحاق: قتل عمرو بن سعيد بن العاص يوم اليرموك ولم يتابع ابن إسحاق على ذلك، والأكثر على أنه قتل بأجنادين. وقد قيل: إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية