باب عاصم
1305 - عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، واسم أبي الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري ، يكنى أبا سلمان ، شهد بدرا ، وهو الذي حمته الدبر وهي ذكور النحل ، حمته من المشركين أن يجزوا رأسه يوم الرجيع ، حين قتله بنو لحيان - حي من هذيل .
وأحسن أسانيد خبره في ذلك ، ما ذكره عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن قالا : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينا له ، وأمر عليهم أبي هريرة ، عاصم بن ثابت ، وهو جد فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عاصم بن عمر بن الخطاب ، عسفان ومكة ، نزولا ذكروا لحي من هذيل ، يقال لهم بنو لحيان ، فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام ، فاقتصوا آثارهم حتى لحقوا بهم ، فلما رآهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجؤوا إلى فدفد ، وجاء القوم فأحاطوا بهم ، وقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلا . فقال عاصم بن ثابت : أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ، اللهم فأخبر عنا رسولك . [فقال :] فقاتلوهم فرموهم حتى [ ص: 780 ] قتلوا في سبعة نفر ، وبقي عاصما زيد بن الدثنة ، ورجل آخر ، فأعطوهم العهد والميثاق أن ينزلوا إليهم ، فنزلوا إليهم ، فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم ، فربطوهم ، فقال الرجل الثالث الذي كان معهما : هذا أول الغدر ، فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم ، وقال : إن لي في هؤلاء أسوة ، فضربوا عنقه ، وانطلقوا وخبيب بن عدي ، بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة .
وذكر خبر خبيب إلى صلبه . قال : وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده ليحرقوه ، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر ، فبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم ، فلم يقدروا منه على شيء ، فلما أعجزهم قالوا : إن الدبر ستذهب إذا جاء الليل ، حتى بعث الله عز وجل مطرا جاء بسيل فحمله ، فلم يوجد ، وكان قتل كبيرا منهم ، فأرادوا رأسه ، فحال الله بينهم وبينه .
ومن ولده الأحوص الشاعر ، واسمه عبد الله بن محمد بن [عبد الله ] بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح .
قال روى أبو عمر : عن شعبة ، عن قتادة ، أنس رعلا وذكوان وبني لحيان . أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يلعن
وقال : حسان بن ثابت الأنصاري
لعمري لقد شانت هذيل بن مدرك أحاديث كانت في خبيب وعاصم
[ ص: 781 ]أحاديث لحيان ضلوا بقبحها ولحيان ركابون شر الجرائم