الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب الأفراد في حرف الغين

                                                              2063 - غرفة بن الحارث الكندي، يكنى أبا الحارث. سكن مصر، له صحبة ورواية، من حديثه ما رواه ابن المبارك قال: أخبرني حرملة بن عمران، قال: حدثني كعب بن علقمة أن غرفة بن الحارث الكندي - وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نصرانيا يشتم النبي صلى الله عليه وسلم، فضربه ودق أنفه، فرفع إلى عمرو بن العاص، فقال له: إنا قد أعطيناهم العهد. فقال له غرفة: معاذ الله أن نعطيهم العهد [ ص: 1255 ] على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم، إنما أعطيناهم العهد على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم، وألا نحملهم ما لا يطيقون، وإن أرادهم عدو قاتلنا دونهم، وعلى أن نخلي بينهم وبين أحكامهم، إلا أن يأتونا راضين بأحكامنا، فنحكم فيهم بحكم الله عز وجل، وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن اغتنوا عنا لم نعرض لهم. فقال عمرو: صدقت.

                                                              وروى عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن حرملة بن عمران، عن عبد الله بن الحارث الأزدي، عن غرفة بن الحارث، قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وأتي ببدن، فقال: ادعوا لي أبا حسن، فدعي له، فقال له: خذ بأسفل الحربة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلاها، ثم طعنا بها البدن، فلما ركب بغلته أردف عليا رضي الله عنه.  وذكره الخولاني، عن عبد الله بن صالح، عن حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة، قال: كان غرفة بن الحارث له صحبة، وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة. روى عنه عبد الله بن الحارث الأزدي، وكعب بن علقمة.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية