الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب فيروز

                                                              2085 - فيروز الديلمي.

                                                              يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبا عبد الرحمن ويقال له الحميري
                                                              لنزوله بحمير، وهو من أبناء فارس، من فرس صنعاء.

                                                              وقد قيل: إن هؤلاء الأبناء ينسبون في بني ضبة، وكان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه عنه في الأشربة حديث صحيح، وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكروا أن زادويه، وقيس بن مكشوح، وفيروز الديلمي دخلوا عليه فحطم فيروز عنقه وقتله.

                                                              حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا عيسى بن محمد أبو عمير النحاس، ومؤمل بن إهاب ، وأحمد بن أبي العباس الصيدلاني، قالوا: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن أبي [ ص: 1265 ] زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبيه فيروز، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب، فقلت: يا رسول الله، علمت من أين نحن؟ وممن نحن؟ فقال: أنتم إلى الله وإلى رسوله. قال الدولابي: كان قتل الأسود بصنعاء سنة إحدى عشرة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                              قال أبو عمر: لم يتابع ضمرة على قوله عن الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبيه أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب أحد. وقد روى حديث فيروز الديلمي في قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه في الأشربة، عن الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبيه - جماعة لم يذكر واحد منهم فيه أنه قدم برأس الأسود العنسي الكذاب. وأهل العلم لا يختلفون أن الأسود العنسي الكذاب المتنبي بصنعاء قتل في سنة إحدى عشرة. ومنهم من يقول في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وليس ذلك عندي بشيء.

                                                              والصحيح أنه قتل قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأتاه خبره وهو مريض مرضه الذي مات منه، وقد أوضحنا ذلك في غير هذا الموضع والحمد لله.

                                                              ولا خلاف أن فيروز الديلمي ممن قتل الأسود بن كعب العنسي المتنبي.

                                                              ومات في خلافة عثمان رضي الله عنه. روى عنه ابناه: الضحاك، وعبد الله.

                                                              وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي عبد الله [ ص: 1266 ] .

                                                              وذكر سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك الأنصاري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: أول ردة كانت من الأسود العنسي، واسمه عبهلة بن كعب، وكان يقال له ذو الخمار، لأنه زعم أن الذي يأتيه ذو خمار. ومسيلمة اسمه ثمامة بن قيس، وكان يقال له رحمان، لأن الذي كان يأتيه بزعمه رحمان. وطليحة بن خويلد الأسدي كان يقال: إن الذي يأتيه ذو النون. وكلهم ظهر قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                              قال سيف: وأخبرنا أبو القاسم الشنوي ، عن العلاء بن زياد، عن ابن عمر، قال: أتى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء الليلة التي قتل فيها الأسود الكذاب العنسي، فخرج ليبشرنا، فقال: قتل الأسود البارحة، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين. قيل: ومن قتله يا رسول الله؟ قال: فيروز الديلمي. وقيل: كان بين خروج الأسود العنسي بكهف خبان إلى أن قتل نحو أربعة أشهر، وكان قبل ذلك مستترا. وقيل:

                                                              كان بين أول أمره وآخره ثلاثة أشهر.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية