قال عبد الله بن جعفر: كنت أنا وعبيد الله وقثم ابنا العباس نلعب. فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ارفعوا إلي هذا - يعني قثم - فرفع إليه، فأردفه خلفه، وجعلني بين يديه، ودعا لنا. واستشهد قثم بسمرقند. قال هو آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه كان آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، وقد ادعى ذلك المغيرة بن شعبة لقصة ذكرها فأنكر ذلك ابن عباس، وقال: ابن عباس:
قثم بن العباس. آخر الناس عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد روي عن مثل ذلك سواء في أنه أنكر ما ادعى علي المغيرة من ذلك، وقال: آخر الناس عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس.
وكان قثم بن العباس واليا على لعلي بن أبي طالب مكة، وذلك أن لما ولي الخلافة عزل عليا خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي عن مكة، وولاها ثم عزله، وولى أبا قتادة الأنصاري، قثم بن العباس، فلم يزل واليا عليها حتى قتل رحمه الله هذا قول علي خليفة. وقال استعمل الزبير: علي بن أبي طالب قثم بن العباس، على المدينة.
روى عنه وغيره. مات أبو إسحاق السبيعي قثم بن العباس بسمرقند، واستشهد بها، وكان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن وكان معاوية، قثم بن العباس يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه يقول داود بن سليم [ ص: 1305 ] .
عتقت من حلي ومن رحلتي يا ناق إن أدنيتني من قثم إنك إن أدنيت منه غدا
حالفني اليسر ومات العدم في كفه بحر، وفي وجهه
بدر، وفي العرنين منه شمم أصم عن فعل الخنا سمعه
وما عن الخير به من صمم لم يدر مالا، وبلى قد درى
فعافها واعتاض منها نعم
وقال - في الشعر الذي أوله: الزبير
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
[إنه] قاله بعض شعراء المدينة في قثم بن العباس، وزاد في الشعر بيتين أو ثلاثة منها قوله: الزبير
كم صارخ بك مكروب وصارخة يدعوك يا قثم الخيرات يا قثم
وقد ذكرنا في «بهجة المجالس» الشعر الذي أوله: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته. ولمن هو، والاختلاف فيه، ولا يصح أنه قثم بن العباس، وذلك شعر آخر على عروضه وقافيته، وما قاله فغير صحيح. والله أعلم. الزبير