الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2500 - منقذ بن عمرو المازني الأنصاري، مدني، له صحبة، هو جد محمد بن يحيى بن حبان، كان قد أصابته ضربة في رأسه فتغير لسانه وعقله، فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعته بالخيار ثلاث ليال، وذلك لأنه شكا إلى [ ص: 1452 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيوع.  وقد قيل: إن الذي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيار هو ابنه حبان بن منقذ. وأما ابن إسحاق فروى عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، أن جده منقذ بن عمرو أصابته آفة في رأسه فكسرت لسانه، ونازعت عقله، وكان لا يدع التجارة، ولا يزال يغبن. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

                                                              إذا بعت فقل لا خلابة، وأنت في كل سلعة تبيعها بالخيار ثلاث ليال.
                                                              وعاش ثلاثين ومائة سنة، وكان في زمن عثمان حين كثر الناس يبتاع في السوق فيغبن فيصير إلى أهله فيلومونه فيرده ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لي الخيار ثلاثا، حتى يمر الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول:

                                                              صدق. ذكره البخاري في التاريخ، عن عياش بن الوليد، عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية