وذكر قال: حدثنا الطبري قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، محمد [ ص: 1497 ] ابن سعد، قال: حدثنا قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي، عن مصعب بن ثابت، الأسود، قال: ذكر عند النعمان بن بشير عبد الله بن الزبير فقال: هو أسن مني بستة أشهر.
قال أبو الأسود: ولد عبد الله بن الزبير على رأس عشرين شهرا من مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولد النعمان على رأس أربعة عشر في ربيع الآخر، وهو يكنى أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة، أبا عبد الله، لا يصحح بعض أهل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأن يقول عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين أو ثلاثة. وقد حدثني الشعبي حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، الحسن بن علي الأشناني ببغداد، قدم علينا ونحن بها من الشام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا حدثنا بقية بن الوليد، عن أبو بكر بن أبي مريم عطية بن قيس الكلابي، وحمزة بن حبيب، عن النعمان بن بشير.
وحدثنا حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم، الحسن بن علي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عثمان بن كثير بن دينار، عن محمد ابن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، عن أبيه، عن - واللفظ لحديث النعمان بن بشير عثمان بن كثير - قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنب من الطائف ، فقال لي: خذ هذا العنقود فأبلغه أمك قال:
فأكلته قبل أن أبلغه إياها، فلما كان بعد ليال قال: ما فعل العنقود؟ هل بلغت؟ قلت: لا، فسماني غدرا [ ص: 1498 ] .
وفي حديث بقية: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني وقال لي: يا غدر.
وفي حديث بقية أيضا: إنه أعطاني قطفين من عنب، فقال لي:
كل هذا، وبلغ هذا إلى أمك، فأكلتهما، ثم سأل أمه، وذكر الخبر بمعنى ما ذكرنا. وكان النعمان أميرا على الكوفة سبعة أشهر، ثم أميرا على لمعاوية حمص ثم لمعاوية، ليزيد، فلما مات يزيد صار زبيريا، فخالفه أهل حمص، فأخرجوه منها، واتبعوه وقتلوه، وذلك بعد وقعة مرج راهط، وكان كريما جوادا شاعرا، ويروى أن تعرض أعشى همدان ليزيد بن معاوية فحرمه، فمر بالنعمان بن بشير الأنصاري - وهو على حمص، ، فقال له: ما عندي ما أعطيك.
ولكن معي عشرون ألفا من أهل اليمن! فإن شئت سألتهم لك، فقال:
قد شئت. فصعد النعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر فقال: إن أخاكم أعشى همدان، قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عمد إليكم، فما ترون؟ قالوا: دينار دينار. فقال: لا، ولكن بين اثنين دينار، فقالوا: قد رضينا. فقال: إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم. قالوا: نعم فأعطاه أعشى همدان النعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول:
لم أر للحاجات عند انكماشها كنعمان الندى - ابن بشير إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن
كمدل إلى الأقوام حبل غرور
فلولا أخو الأنصار كنت كنازل ثوى ما ثوى لم ينقلب بنقير
متى أكفر النعمان لم أك شاكرا ولا خير فيمن لم يكن بشكور
وإني لأعطي المال من ليس سائلا وأدرك للمولى المعاند بالظلم
وإني متى ما يلقني صارما له فما بيننا عند الشدائد من صرم
فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ولكنما المولى شريكك في العدم
إذا مت ذو القربى إليك برحمه وغشك واستغنى، فليس بذي رحم
ومن ذاك للمولى الذي يستخفه أذاك ومن يرمي العدو الذي ترمي
قال كان المسعودي: واليا على النعمان بن بشير حمص قد خطب ممالئا لابن الزبير للضحاك بن قيس، فلما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزبيرية، وقتل الضحاك - [ ص: 1500 ] خرج عن حمص هاربا، فسار ليلة متحيرا لا يدري أين يأخذ، فاتبعه خالد بن عدي الكلابي فيمن خف معه من أهل حمص، فلحقه وقتله، وبعث برأسه إلى مروان. وقال الحسن بن عثمان : وفي سنة أربع وستين قتلت خيل مروان وهو هارب من النعمان بن بشير الأنصاري، حمص.
وقال قتل علي بن المديني: النعمان بن بشير بحمص غيلة، قتله أهل حمص وهو وال وقال لابن الزبير. أبو بكر بن عيسى: قتل النعمان بقرية من قرى حمص يقال لها بيران. روى عن من التابعين النعمان بن بشير حميد بن عبد الرحمن ابن عوف، والشعبي، وأبو إسحاق الهمداني، وابنه وسماك بن حرب، محمد بن النعمان.