الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2663 - النمر بن تولب العكلي الشاعر ينسبونه النمر بن تولب بن زهير بن [ ص: 1532 ] أقيش بن عبد كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة، وعوف هو عكل. يقال: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما، ومدحه بشعر أوله:


                                                              إنا أتيناك وقد طال السفر نقود خيلا ضمرا فيها ضرر     نطعمها اللحم إذا عز الشجر
                                                              والخيل في إطعامها اللحم عسر

                                                              وفيها يقول:


                                                              يا قوم إني رجل عندي خبر     الله من آياته هذا القمر


                                                              والشمس والشعرى وآيات أخر

                                                              وروى قرة بن خالد، وسعيد الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، قال: كنا بالربذة فجاء أعرابي بكتاب وصحيفة، فقال: اقرؤوا ما فيها فإذا فيها: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير بن أقيش، إنكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم [خمس ] ما غنمتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنتم آمنون بأمان الله عز وجل. قلنا: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال. نعم، قلنا: حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر.  وقال الجريري، وحر الصدر. قلنا: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال [ ص: 1533 ] .

                                                              ألا أراكم تتهمونني، فأخذ الصحيفة ومضى، فسألنا عنه فقيل: هو النمر بن تولب. قال الأصمعي: كان النمر بن تولب العكلي أحد المخضرمين من الشعراء، وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس. وقال أبو عبيدة: النمر بن تولب عكلي، وكان شاعر الرباب في الجاهلية، ولم يمدح أحدا ولا هجا، وأدرك الإسلام وهو كبير وقال محمد بن سلام : كان النمر بن تولب جوادا لا يكاد يمسك شيئا، وكان فصيحا جريا على النطق ، وهو الذي يقول:


                                                              لا تغضبن على امرئ في ماله     وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
                                                              وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى     وإلى الذي يعطي الرغائب فارغب

                                                              كذا رواها محمد بن سلام، وغيره يروي: ومتى تصبك.

                                                              وهو القائل:


                                                              أعذني رب من حصر وعي     ومن نفس أعالجها علاجا

                                                              ويستحسن للنمر بن تولب قوله:


                                                              تدارك ما قبل الشباب وبعده     حوادث أيام تمر وأغفل
                                                              يود الفتى طول السلامة والغنى     فكيف يرى طول السلامة يفعل
                                                              يرد الفتى بعد اعتدال وصحة     ينوء إذا رام القيام ويحمل



                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية