باب الأفراد في حرف الواو
2736 - وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي، يكنى أبا هنيدة.
كان قيلا من أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقال: إنه بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه، وقال: يأتيكم من أرض بعيدة من وائل بن حجر حضرموت طائعا راغبا في الله وفي رسوله، وهو بقية أبناء الملوك. فلما دخل عليه رحب به، وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه، وبسط له رداءه، فأجلسه عليه مع نفسه على مقعده، وقال: اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على أقيال من حضرموت، وكتب معه ثلاثة كتب، منها كتاب إلى المهاجر بن أبي أمية، وكتاب إلى الأقيال والعباهلة، وأقطعه أرضا. وأرسل [ ص: 1563 ] معه فخرج معاوية بن أبي سفيان، راجلا معه معاوية ووائل بن حجر على ناقته راكبا، فشكا إليه حر الرمضاء، فقال له: انتعل ظل الناقة، فقال معاوية معاوية:
وما يغني ذلك عني؟ لو جعلتني ردفك . فقال له وائل: اسكت، فلست من أرداف الملوك. وعاش حتى ولي وائل بن حجر الخلافة، فدخل عليه معاوية فعرفه وائل بن حجر، وأذكره بذلك ورحب به وأجازه لوفوده عليه، فأبى من قبول جائزته وحبائه، وأراد أن يرزقه فأبى من ذلك، وقال: معاوية،
يأخذه من هو أولى به مني، فأنا في غنى عنه.
وكان زاجرا حسن الزجر، وخرج يوما من عند زياد وائل بن حجر بالكوفة وأميرها المغيرة ، فرأى غرابا ينعق، فرجع إلى زياد، فقال له:
يا أبا المغيرة، هذا غراب يرحلك من هاهنا إلى خير. فقدم رسول من يومه إلى زياد أن سر إلى معاوية البصرة واليا.
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه وائل بن حجر كليب بن شهاب وابناه: علقمة وعبد الجبار بن وائل بن حجر، ولم يسمع من أبيه فيما يقولون، بينهما عبد الجبار وائل بن علقمة.