الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2866 - أبو أيوب الأنصاري.

                                                              اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار،
                                                              شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين وقيل: سنة إحدى وخمسين في خلافة معاوية تحت راية يزيد.

                                                              وقيل: إن يزيد أمر بالخيل، فجعلت تدبر وتقبل على قبره [حتى عفا أثر قبره] .

                                                              روي هذا عن مجاهد. وقد قيل: إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كان لكم الليلة شأن عظيم، فقالوا: هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاما، وقد دفناه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب لكم ناقوس أبدا في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.

                                                              روي هذا المعنى أيضا عن مجاهد، قال مجاهد: كانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا. قال شعبة: سألت الحكم أشهد أبو أيوب صفين [مع علي؟] قال: لا، ولكنه شهد النهروان. وغيره يقول: شهد صفين مع علي.

                                                              وقد تقدم في باب اسمه من خبره ما هو أكثر من هذا . وقال ابن القاسم، عن مالك: بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون. وقال ابن الكلبي، وابن إسحاق: شهد أبو أيوب، مع علي، الجمل وصفين، وكان على مقدمته يوم النهروان. ولأبي أيوب عقب. وروى أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبا أيوب شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، [ ص: 1607 ] ثم لم يتخلف عن غزوة غزاها في كل عام، إلى أن مات بأرض الروم رضي الله عنه  فلما. ولى معاوية يزيد على الجيش الذي بعثه إلى القسطنطينية جعل أبو أيوب يقول: وما علي أن أمر علينا شاب ، فمرض في غزوته تلك، فدخل عليه يزيد يعوده، وقال: أوصني. قال: إذا مت فكفنوني، ثم مر الناس فليركبوا، ثم يسيروا في أرض العدو حتى إذا لم تجدوا مساغا فادفنوني. قال:

                                                              ففعلوا ذلك. قال: وكان أبو أيوب يقول: قال الله عز وجل : انفروا خفافا وثقالا فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا.

                                                              وروى قرة بن خالد، عن أبي يزيد المدني، قال: كان أبو أيوب والمقداد ابن الأسود يقولان: أمرنا أن ننفر على كل حال، ويتأولان: انفروا خفافا وثقالا

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية