الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2873 - أبو بشير الأنصاري.

                                                              قيل: المازني الأنصاري. وقيل: الساعدي الأنصاري، وقيل الأنصاري الحازمي، لا يوقف له على اسم صحيح، ولا سماه من يوثق به ويعتمد عليه. وقد قيل: اسمه قيس بن عبيد من بني النجار، ولا يصح. والله أعلم. ومن قال ذلك نسبه فقال: قيس بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن الجعد من بني مازن [ ص: 1611 ] ابن النجار، له صحبة ورواية، عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عباد ابن تميم، وعمارة بن غزية، وضمرة بن سعيد، وسعيد بن نافع، فرواية عباد ابن تميم عنه من حديث مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاري أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا مولاه. قال عبد الله بن أبي بكر:

                                                              حسبت أنه قال - والناس في مقيلهم: لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت.


                                                              وحديث سعيد بن نافع عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس حتى ترتفع.  وحديث عمارة بن غزية عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها - يعني المدينة . وروت عنه ابنته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الحمى من فيح جهنم، كل هذا عندي لرجل واحد. ومنهم من يجعل هذه الأحاديث لرجلين. ومنهم يجعلها لثلاثة، والصحيح أنه رجل واحد، ليس في الصحابة أبو بشير غيره. وقال خليفة: مات أبو بشير بعد الحرة، وكان قد عمر طويلا. وقيل: مات سنة أربعين، والأول أصح، لأنه أدرك الحرة، وما أعلم فيهن من يكنى أبا بشير بعد إلا الحارث بن خزيمة بن عدي الأنصاري، فإنه يكنى أبا بشير فيما ذكر الواقدي .

                                                              وفي الصحابة من يكنى أبا بشير البراء بن معرور، وعباد بن بشر.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية