2877 - أبو بكرة الثقفي، اسمه نفيع بن مسروح. وقيل: نفيع بن الحارث ابن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن عبدة بن عوف بن قسي، وهو ثقيف. وأم أبي بكرة سمية جارية الحارث بن كلدة، وقد ذكرنا خبرها في باب زياد لأنها أمهما، وكان أبو بكرة يقول: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأبى أن ينتسب، وكان قد نزل يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف، فأسلم في غلمان من غلمان أهل الطائف، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عد في مواليه.
قال سمعت أحمد بن زهير: يقول: أملى علي يحيى بن معين نسبه إلى هوذة بن خليفة البكراوي، فلما بلغ إلى أبي بكرة، قلت ابن من؟ قال: أبي بكرة
دع لا تزده. وكان أبو بكرة يقول: أنا من إخوانكم في الدين، وأنا مولى [ ص: 1615 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أبى الناس إلا أن ينتسبوني، فأنا نفيع ابن مسروح. وكان من فضلاء الصحابة، وهو الذي شهد على ، فبت الشهادة، وجلده المغيرة بن شعبة حد القذف إذ لم تتم الشهادة، ثم قال له عمر تب تقبل شهادتك. فقال له: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي. قال: أجل. قال: لا جرم، إني لا أشهد بين اثنين أبدا ما بقيت في الدنيا. عمر:
روى ابن عيينة ومحمد بن مسلم الطائفي، عن عن إبراهيم بن ميسرة، قال: شهد على سعيد ابن المسيب، المغيرة ثلاثة، ونكل زياد، فجلد الثلاثة، ثم استتابهم، فتاب اثنان، فجازت شهادتهما، عمر وأبى أبو بكرة أن يتوب. وكان مثل النصل من العبادة، حتى مات. قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي بكرة، لأنه تعلق ببكرة من حصن الطائف، فنزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أولاده أشرافا بالبصرة بالولايات والعلم، وله عقب كثير.
وتوفي أبو بكرة بالبصرة سنة إحدى، وقيل: سنة اثنين وخمسين، وأوصى أن يصلي عليه فصلى عليه. قال أبو برزة الأسلمي، لم ينزل الحسن البصري: البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة.