قد تقدم ذكر نسبه إلى عامر بن لؤي بن غالب بن فهر في باب أبيه سهيل، وفي باب أخيه عبد الله ابن سهيل بن عمرو . وقال اسم الزبير: أبي جندل بن سهيل بن عمرو ابن العاص بن سهيل بن عمرو، أسلم بمكة فطرحه أبوه في حديد، فلما كان يوم الحديبية جاء يرسف في الحديد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه سهيل قد كتب في كتاب الصلح: إن من جاءك منا ترده علينا، فخلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك، وذكر كلام قال: ثم إنه أفلت بعد ذلك عمر، أبو جندل فلحق بأبي بصير الثقفي، وكان معه في سبعين رجلا من المسلمين [ ص: 1622 ] يقطعون على من مر بهم من عير قريش وتجارهم، فكتبوا فيهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضمهم إليه، فضمهم إليه، قال: وقال أبو جندل - وهو مع أبي بصير:
أبلغ قريشا من أبي جندل أني بذي المروة بالساحل في معشر تخفق أيمانهم
بالبيض فيها والقنى الذابل يأبون أن تبقى لهم رفقة
من بعد إسلامهم الواصل أو يجعل الله لهم مخرجا
والحق لا يغلب بالباطل فيسلم المرء بإسلامه
أو يقتل المرء ولم يأتل
وذكر عن عبد الرزاق، قال: أخبرت أن ابن جريج، أبا عبيدة بالشام وجد أبا جندل بن سهيل بن عمرو، وضرار بن الخطاب، وأبا الأزور، وهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شربوا الخمر، فقال أبو جندل: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات [ ص: 1623 ] الآية. فكتب أبو عبيدة إلى إن عمر: أبا جندل خصمني بهذه الآية. فكتب إن الذي زين عمر: لأبي جندل الخطيئة زين له الخصومة، فاحددهم. فقال أبو الأزور: أتحدوننا؟ قال أبو عبيدة: نعم. قال: فدعونا نلقى العدو غدا فإن قتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدونا، فلقي أبو جندل وضرار وأبو الأزور العدو، فاستشهد أبو الأزور، وحد الآخران. فقال أبو جندل: هلكت. فكتب بذلك أبو عبيدة إلى ، فكتب عمر إلى عمر أبي جندل - وترك أبا عبيدة: إن الذي زين لك الخطيئة حظر عليك التوبة، حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب الآية.