الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2899 - أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب القرشي العدوي .

                                                              قيل: اسمه عامر بن حذيفة. وقيل عبيد الله ابن حذيفة. أسلم عام الفتح، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مقدما في قريش معظما، وكانت فيه وفي بنيه شدة وعزامة.

                                                              قال الزبير: كان أبو جهم بن حذيفة من مشيخة قريش عالما بالنسب، وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ منهم علم النسب. وقد ذكرتهم في باب عقيل ، قال: وقال عمي: كان أبو جهم بن حذيفة من المعمرين من قريش، حضر بناء الكعبة مرتين: مرة في الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين بناها ابن الزبير، وهو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان بن عفان وغيره يقول: إنه توفي في آخر خلافة معاوية. والزبير وعمه أعلم بأخبار قريش. وأبو جهم بن حذيفة هذا هو الذي أهدى إلى رسول [ ص: 1624 ] الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم، فشغلته في الصلاة، فردها عليه. هذا معنى رواية أئمة أهل الحديث.

                                                              وذكر الزبير قال: حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد [بن عبد الرحمن] بن زيد بن الخطاب، عن أبيه، عن جده، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بخميصتين سوداوين، فلبس إحداهما، وبعث الأخرى إلى أبي جهم بن حذيفة، ثم إنه أرسل إلى أبي جهم في تلك الخميصة، وبعث إليه التي لبسها هو، ولبس التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أبو جهم لبسات.  قال: وبلغنا أن أبا جهم بن حذيفة أدرك بنيان الكعبة حين بناها ابن الزبير، وعمل فيها، ثم قال: قد عملت في الكعبة مرتين: مرة في الجاهلية بقوة غلام يفاع، وفي الإسلام بقوة شيخ فان.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية