الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3055 - أبو طلحة الأنصاري، اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري الخزرجي.

                                                              شهد العقبة، ثم شهد بدرا وما بعدها من المشاهد. أمه عبادة بنت مالك بن عدي [ ص: 1698 ] ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. قال موسى بن عقبة - عن ابن شهاب: وممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طلحة زيد بن سهل. وروى معن بن عيسى عن رجل من ولد أبي طلحة، قال: وكان اسم أبي طلحة زيد بن سهل، وهو الذي يقول:


                                                              أنا أبو طلحة واسمي زيد وكل يوم في سلاحي صيد

                                                              وكان آدم مربوعا، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل.  وقيل: إنه قتل يوم حنين عشرين رجلا وأخذ أسلابهم. وكان لا يخضب. كانت تحته أم سليم بنت ملحان وعقبه منها.

                                                              حدثنا خلف بن قاسم، قال: كتب إلي تميم بن أحمد بن تميم [بن نعيم] أبو الحسن البويطي من بويط صعيد مصر - وتحت خاتمه يقول: حدثنا أبو علي الحسين بن الفرج الغزي ، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا ابن المبارك، حدثنا حماد ابن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: من قتل كافرا فله سلبه،  فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم.

                                                              أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا الخشني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك ، قال: كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب ويقول:


                                                              نفسي لنفسك الفداء     ووجهي لوجهك الوقاء

                                                              [ ص: 1699 ] ثم ينشر كنانته بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل.  
                                                              وروى حميد، عن أنس، قال: كان أبو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلف أبي طلحة ليرى مواقع النبل. قال: وكان أبو طلحة يتطاول بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: نحري دون نحرك. واختلف في وقت وفاته فقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين، وقيل: توفي سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان.

                                                              وروى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، عن أنس أن أبا طلحة سرد الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة، وأنه ركب البحر فمات فدفن في جزيرة. وقال المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية