الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3297 - حفصة بنت عمر بن الخطاب زوج النبي صلى الله عليه وسلم قد تقدم ذكر نسبها في ذكر أبيها ، وهي أخت عبد الله [بن عمر ] لأبيه وأمه ، وأمهما زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح . كانت حفصة من المهاجرات ، وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي السهمي ، فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرجع [إليه ] أبو بكر كلمة ، فغضب من ذلك عمر ، ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان :

                                                              ما أريد أن أتزوج اليوم . فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة . ثم خطبها إلى عمر فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له : لا تجد علي في نفسك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،  ولو تركها لتزوجتها . وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أكثرهم في سنة ثلاث من الهجرة .
                                                              وقال أبو عبيدة : تزوجها سنة اثنتين من التاريخ [ ص: 1812 ] .

                                                              وقال أبو عمر : طلقها تطليقة ثم ارتجعها ، وذلك أن جبرائيل عليه السلام قال : راجع حفصة ، فإنها قوامة صوامة ، وإنها زوجتك في الجنة .  

                                                              وروى موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، قال :

                                                              طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر ، فبلغ ذلك عمر ، فحثا على رأسه التراب ، وقال : ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا ، فنزل جبريل الغد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة بنت عمر رحمة لعمر .  

                                                              وأوصى عمر بعد موته إلى حفصة ، وأوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها وبمال وقفته بالغابة .

                                                              وتوفيت في حين بايع الحسين بن علي عليهما السلام لمعاوية ، وذلك في جمادى [الأولى ] سنة إحدى وأربعين وكذلك قال أبو معشر وقال غيره :

                                                              توفيت حفصة سنة خمس وأربعين . وذكر الدولابي ، عن أحمد بن محمد بن أيوب - أن حفصة توفيت سنة سبع وعشرين .  

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية