322 - جرير بن عبد الله بن جابر، وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن خزيمة [بن حرب] بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث البجلي [ ص: 237 ] .
يكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله، واختلف في بجيلة فقيل ما ذكرنا، وقيل: إنهم من ولد أنمار بن نزار على ما ذكرناه في (كتاب القبائل) ، ولم يختلفوا أن بجيلة أمهم نسبوا إليها، وهي بجيلة بنت صعب بن علي بن سعد العشيرة. قال ابن إسحاق: سيد قبيلته، يعني جرير بن عبد الله البجلي بجيلة. قال: وبجيلة هو ابن أنمار بن نزار بن معد بن عدنان. وقال مصعب: أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، منهم بجيلة.
قال رحمه الله: كان إسلامه في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو عمر وقال جرير: أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما. وروى شعبة وهشيم عن عن إسماعيل بن أبي خالد قيس بن أبي حازم، عن قال: ما جرير بن عبد الله البجلي حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني قط إلا ضحك وتبسم وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل وافدا عليه: وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يطلع عليكم خير ذي يمن، كأن على وجهه مسحة ملك، فطلع جرير ذي كلاع وذي رعين باليمن .
وفيه فيما روي إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. وروي أنه قال ذلك في قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صفوان بن أمية الجمحي. وفي جرير قال الشاعر:
[ ص: 238 ]
لولا جرير هلكت بجيله نعم الفتى وبئست القبيله
فقال : ما مدح من هجي قومه، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: عمر جرير بن عبد الله يوسف هذه الأمة، يعني في حسنه، وهو الذي قال لعمر حين وجد في مجلسه رائحة من بعض جلسائه. فقال عزمت على صاحب هذه الرائحة إلا قام فتوضأ، فقال عمر: علينا كلنا يا أمير المؤمنين فاعزم. قال: عليكم كلكم عزمت. ثم قال: يا جرير بن عبد الله: جرير، ما زلت سيدا في الجاهلية والإسلام.
ونزل جرير الكوفة وسكنها، وكان له بها دار، ثم تحول إلى قرقيسياء، ومات بها سنة أربع وخمسين.
وقد قيل: إن جريرا توفي سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات بالسراة في ولاية على الضحاك بن قيس الكوفة لمعاوية.
أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا حمزة، حدثنا حدثنا أحمد بن شعيب، محمد بن منصور، حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تكفيني ذا الخلصة ؟ فقلت: يا رسول الله، إني رجل لا أثبت على الخيل، فصك في صدري، فقال: اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا، فخرجت في خمسين من قومي فأتيناها فأحرقناها . عن
[ ص: 239 ] وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جرير بن عبد الله ذي الكلاع وذي ظليم باليمن، وقدم على جرير بن عبد الله من عند عمر بن الخطاب فقال له: كيف تركت سعد بن أبي وقاص سعدا في ولايته؟ فقال: تركته أكرم الناس مقدرة، وأحسنهم معذرة، هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة ، مع أنه ميمون الأثر، مرزوق الظفر، أشد الناس عند البأس، وأحب قريش إلى الناس.
قال: فأخبرني عن حال الناس. قال: هم كسهام الجعبة، منها القائم الرائش ، ومنها العضل الطائش، وابن أبي وقاص ثقافها يغمز عضلها، ويقيم ميلها، والله أعلم بالسرائر يا عمر.
قال: أخبرني عن إسلامهم. قال: يقيمون الصلاة لأوقاتها، ويؤتون الطاعة لولاتها.
فقال الحمد لله إذا كانت الصلاة أوتيت الزكاة، وإذا كانت الطاعة كانت الجماعة. عمر:
وجرير القائل: الخرس خير من الخلابة، والبكم خير من البذاء.
وكان جرير رسول رضي الله عنه إلى علي فحبسه مدة طويلة، [ ص: 240 ] ثم رده برق مطبوع غير مكتوب، وبعث معه من يخبره بمنابذته [له] في خبر طويل مشهور. معاوية،
روى عنه أنس بن مالك، وقيس بن أبي حازم، وهمام بن الحارث، وبنوه والشعبي عبيد الله والمنذر وإبراهيم.