الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              4058 - فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي .

                                                              قال ابن إسحاق : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين نزلت آية التخيير ، فاختارت الدنيا ، ففارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت بعد ذلك تلقط البعر ، وتقول : أنا الشقية [التي ] اخترت الدنيا . هكذا قال ، وهذا عندنا غير صحيح ، لأن ابن شهاب يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن [ ص: 1900 ] وعروة عن عائشة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خير أزواجه بدأ بها ، فاختارت الله ورسوله . قالت : وتتابع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كلهن على ذلك .  وقال قتادة وعكرمة : كان عنده حين خيرهن تسع نسوة ، وهن اللاتي توفي عنهن .

                                                              وقد قال جماعة : إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . واختلف في المستعيذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلافا كثيرا ، ولا يصح فيها شيء .

                                                              وقد قيل : إن الضحاك بن سفيان عرض عليه فاطمة ابنته ، وقال : إنها لم تصدع قط . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا حاجة لي بها . قيل : إنه تزوجها سنة ثمان ، والله أعلم .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية