4142 - أم حكيم بنت الحارث بن هشام .
زوج ابن عمها ، أسلمت يوم الفتح ، واستأمنت النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها عكرمة بن أبي جهل وكان عكرمة ، قد فر إلى عكرمة اليمن ، وخرجت في طلبه فردته حتى أسلم ، وشتا على نكاحهما .
وذكر قال : حدثنا الواقدي عن أبيه ، قال : كانت عبد الحميد بن جعفر ، أم حكيم بنت الحارث بن هشام تحت فقتل عنها بأجنادين ، فاعتدت أربعة أشهر وعشرا ، وكان عكرمة بن أبي جهل ، يزيد بن أبي سفيان يخطبها ، وكان خالد بن سعيد يرسل إليها يعرض لها في خطبتها ، فخطبت إلى خالد بن سعيد ، فتزوجها على أربعمائة دينار ، فلما نزل المسلمون مرج الصفر - وكان خالد قد شهد أجنادين وفحل ومرج الصفر - أراد أن يعرس بأم حكيم فجعلت تقول :
لو أخرت الدخول حتى يفض الله هذه الجموع . فقال خالد : إن نفسي تحدثني أنني أصاب في جموعهم . قالت : فدونك فأعرس بها عند القنطرة التي بالصفر ، فيما سميت قنطرة أم حكيم . وأولم عليها ، فدعا أصحابه على طعام ، فما فرغوا من الطعام حتى صفت الروم صفوفها صفوفا خلف صفوف ، وبرز رجل منهم معلم يدعو إلى البراز ، فبرز إليه أبو جندل بن سهيل بن عمرو ، فنهاه أبو عبيدة ، فبرز فقتله حبيب بن مسلمة حبيب ، ورجع إلى موضعه . وبرز خالد بن سعيد [ ص: 1933 ] فقاتل فقتل ، وشدت أم حكيم عليها ثيابها وتبدت وإن عليها أثر الخلوق ، فاقتتلوا أشد القتال على النهر ، وصبر الفريقان جميعا وأخذت السيوف بعضها بعضا ، وقتلت أم حكيم يومئذ سبعة بعمود الفسطاط الذي بات فيه خالد معرسا بها .