4204 - أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ، فقال له : إنها صغيرة . فقال له عمر : زوجنيها [ ص: 1955 ] يا أبا الحسن ، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد . فقال له علي : أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها ، فبعثها إليه ببرد ، وقال لها قولي له : هذا البرد الذي قلت لك . فقالت ذلك لعمر ، فقال : قولي له : قد رضيت رضي الله عنك ، ووضع يده على ساقها ، فقالت : أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم خرجت حتى جاءت أباها ، فأخبرته الخبر ، وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء . فقال : يا بنية ، إنه زوجك . فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة ، وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون ، فجلس إليهم ، فقال لهم : رفئوني . فقالوا :
بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري ، فكان لي به عليه السلام النسب والسبب ، فأردت أن أجمع إليه الصهر ، فرفؤوه .
حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا الخشني ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن علي - أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم ، فذكر له صغرها ، فقيل له : إنه ردك ، فعاوده ، فقال له علي : أبعث بها إليك ، فإن رضيت فهي امرأتك . فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها ، فقالت : مه ، والله لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك . وذكر ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، أن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفا [ ص: 1956 ] .
قال أبو عمر : ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب زيد بن عمر الأكبر ، ورقية بنت عمر ، وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد ، وقد كان زيد أصيب في حرب كانت بين بني عدي ليلا ، كان قد خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، فعاش أياما ، ثم مات هو وأمه في وقت واحد ، وصلى عليهما ابن عمر ، قدمه الحسن بن علي ، وكانت فيهما سنتان فيما ذكروا لم يورث واحد منهما من صاحبه ، لأنه لم يعرف أولهما موتا ، وقدم زيد قبل أمه مما يلي الإمام .


