الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              4222 - أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم .

                                                              أخت علي بن أبي طالب شقيقته ، أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهي أم طالب وعقيل وجعفر وجمانة . اختلف في اسمها فقيل هند . وقيل فاختة ، كانت تحت هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، أسلمت عام الفتح ، فلما أسلمت أم هانئ وفتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، هرب هبيرة إلى نجران وقال حين فر متعذرا من فراره :


                                                              لعمرك ما وليت ظهري محمدا وأصحابه جبنا ولا خيفة للقتل     ولكني قلبت أمري فلم أجد
                                                              لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي     وقفت فلما خفت ضيعة موقفي
                                                              رجعت لعود كالهزبر إلى الشبل

                                                              [ ص: 1964 ] قال خلف الأحمر : إن أبيات هبيرة في الاعتذار من الفرار خير من قول الحارث بن هشام . وقال الأصمعي : أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار قول الحارث بن هشام . وقال هبيرة أيضا بعد فراره يخاطب امرأته أم هانئ [هند ] ابنة أبي طالب بعد البيتين اللذين مضيا في باب هند :


                                                              لئن كنت قد تابعت دين محمد     وعطفت الأرحام منك حبالها
                                                              فكوني على أعلى سحيق بهضبة     ممنعة لا تستطاع قلالها
                                                              فإني من قوم إذا جد جدهم     على أي حال أصبح اليوم حالها
                                                              وإني لأحمي من وراء عشيرتي     إذا كثرت تحت العوالي مجالها
                                                              وطارت بأيدي القوم بيض كأنها     مخاريق ولدان ينوس ظلالها
                                                              وإن كلام المرء في غير كنهه     لكالنبل تهوي ليس فيها نصالها

                                                              فولدت أم هانئ لهبيرة فيما ذكر الزبير عمر ، وبه كان يكنى هبيرة وهانئا ويوسف وجعدة بني هبيرة بن أبي وهب .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية