قال وقد قيل يكنى أبو عمر: ويقال أبا المنذر، الجارود بن المعلى بن حنش، من بني جذيمة، وكان سيدا في بني عبد القيس رئيسا، وقال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في سنة عشر ابن إسحاق: الجارود بن عمرو بن حنش بن المعلى ، أخو عبد القيس في وفد عبد القيس، وكان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه [ ص: 263 ] .
ويقال: إن اسم الجارود بشر بن عمرو، وإنما قيل له الجارود، لأنه أغار في الجاهلية على فأصابهم فجردهم، وقد ذكر ذلك بكر بن وائل، المفضل العبدي في شعره فقال:
ودسناهم بالخيل من كل جانب كما جرد الجارود بكر بن وائل
فغلب عليه الجارود، وعرف به.
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع فأسلم ، وكان قدومه مع المنذر بن ساوى في جماعة من عبد القيس، ومن قوله لما حسن إسلامه:
شهدت بأن الله حق وسامحت بنات فؤادي بالشهادة والنهض
فأبلغ رسول الله عني رسالة بأني حنيف حيث كنت من الأرض
ثم إن الجارود سكن البصرة ، وقتل بأرض فارس.
وقيل: إنه قتل بنهاوند مع وقيل: إن النعمان بن مقرن. عثمان بن أبي العاصي بعث الجارود في بعث نحو ساحل فارس، فقتل بموضع يعرف بعقبة الجارود، وكان قبل ذلك يعرف بعقبة الطين، فلما قتل الجارود فيه عرف بعقبة الجارود، وذلك سنة إحدى وعشرين، وقد كان سكن البحرين ولكنه يعد في البصريين [ ص: 264 ] .
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: ضالة المؤمن حرق النار. روى عنه مطرف بن الشخير. وابن سيرين، وأبو مسلم الجذمي، وزيد بن علي أبو القموص، وروى عنه من الصحابة وروى عنه جماعة من كبار التابعين. عبد الله بن عمرو بن العاص،
كان الجارود هذا سيد عبد القيس، وأمه دريمكة بنت رويم من بني شيبان.