557 - حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، كان من مسلمة الفتح، وهو أحد المؤلفة قلوبهم. أدركه الإسلام وهو ابن ستين سنة أو نحوها، وأعطي من غنائم حنين مائة بعير، وهو أحد النفر الذين أمرهم بتجديد [أنصاب] عمر بن الخطاب الحرم، وكان ممن دفن وباع من عثمان بن عفان. دارا معاوية بالمدينة بأربعين ألف دينار، فاستشرف لذلك الناس، فقال لهم وما أربعون ألف دينار لرجل له خمسة من العيال؟ يكنى معاوية: وقيل: يكنى أبا محمد أبا الأصبع.
روى عنه أبو نجيح المكي، والسائب بن يزيد.
وقال لست أعلم له حديثا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ابن معين:
قال قد روى عن أبو عمر: عن النبي صلى الله عليه وسلم. عبد الله بن السعدي،
وقال مروان يوما لحويطب بن عبد العزى: تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث، فقال حويطب: الله المستعان، والله لقد هممت بالإسلام غير ما مرة، كل ذلك يعوقني أبوك عنه وينهاني، ويقول: تضع شرف قومك وتدع دينك ودين آبائك لدين محدث، وتصير تابعا. قال: فأسكت - والله - مروان، وندم على ما كان قال له.
[ ص: 400 ]
ثم قال له حويطب: أما كان أخبرك بما كان لقي من أبيك حين أسلم، فازداد عثمان مروان غما. ثم قال حويطب: ما كان في قريش أحد من كبرائها الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة أكره لما هو عليه مني، ولكن المقادير.
ويروى عنه أنه قال: شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عبرا، رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض، ولم أذكر ذلك لأحد.
وشهد مع صلح سهيل بن عمرو الحديبية، وآمنه يوم الفتح، ومشى معه، وجمع بينه وبين عياله حتى نودي بالأمان للجميع، إلا للنفر الذين أمر بقتلهم، ثم أسلم يوم الفتح، وشهد أبو ذر حنينا والطائف مسلما، واستقرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألف درهم فأقرضه إياها.
ومات حويطب بالمدينة في آخر إمارة وقيل: بل مات سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وعشرين سنة. معاوية.