الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              587 - الحتات بن يزيد بن علقمة بن حوى بن سفيان بن مجاشع بن دارم المجاشعي التميمي.

                                                              هكذا هو الحتات بتاءين منقوطتين باثنتين، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد تميم، منهم عطارد بن حاجب، والأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم، والحتات بن يزيد، ونعيم بن زيد، فأسلم وأسلموا، ذكره ابن إسحاق وابن هشام وابن الكلبي، وقالوا: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحتات وبين معاوية بن أبي سفيان،  فمات الحتات عند معاوية في خلافته، فورثه بتلك الأخوة، فقال الفرزدق في ذلك لمعاوية :

                                                              [ ص: 413 ]


                                                              أبوك وعمي يا معاوي أورثا تراثا فيحتاز التراث أقاربه     فما بال ميراث الحتات أكلته
                                                              وميراث صخر جامد لك ذائبه



                                                              قال ابن هشام: وهذان البيتان في أبيات له، والحتات بن يزيد هذا هو القائل:


                                                              لعمر أبيك فلا تكذبن     لقد ذهب الخير إلا قليلا
                                                              لقد فتن الناس في دينهم     وخلى ابن عفان شرا طويلا

                                                              وأول هذه الأبيات:


                                                              نأتك أمامة نأيا محيلا     وأعقبك الشوق حزنا دخيلا
                                                              وحال أبو حسن دونها     فما تستطيع إليها سبيلا



                                                              لعمر أبيك .

                                                              وكان هرب من علي رضي الله عنه إلى معاوية.

                                                              للحتات بنون: عبد الله، وعبد الملك، ومنازل، بنو الحتات ولوا لبني أمية.

                                                              وقال الدارقطني : حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان النحوي، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا الحارث بن عمير، عن أيوب، قال: غزا الحتات المجاشعي، وجارية بن قدامة، والأحنف، فرجع الحتات فقال لمعاوية : فضلت علي محرقا ومخذلا. قال: اشتريت منهما دينهما، قال: فاشتر مني ديني.

                                                              [ ص: 414 ]

                                                              قال نصر: يعني بالمحرق جارية بن قدامة، لأنه كان أحرق دار الإمارة بالبصرة. وبالمخذل الأحنف، لأنه كان خذل عن عائشة والزبير [يوم الجمل] .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية