الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب روح

                                                              786 - روح بن زنباع الجذامي، أبو زرعة. قال أحمد بن زهير: وممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من جذام روح بن زنباع [و] مولى لروح يقال له: حبيب، واختلف في جذام فنسب إلى معد بن عدنان، ونسب إلى سبإ في اليمن.

                                                              قال أبو عمر: هكذا ذكره أحمد بن زهير فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما رأيت له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ذكر له أحمد بن زهير حديثا، وإنما يروى أن أبا زنباعا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم. وأما روح فلا تصح له عندي صحبة، وقد ذكره أحمد بن زهير كما ذكرت لك.

                                                              وذكره مسلم بن الحجاج في كتاب الأسماء والكنى فقال: أبو زرعة روح ابن زنباع الجذامي له صحبة. وأما ابن أبي حاتم وأبوه فلم يذكراه إلا في التابعين، وقالا: روح بن زنباع أبو زرعة روى عن عبادة بن الصامت.

                                                              وروى عنه شرحبيل بن مسلم، ويحيى بن أبي عمرو الشيباني، وعبادة بن نسي.

                                                              وذكره أبو جعفر العقيلي أيضا في الصحابة، وذكر له رواية عن عبادة ابن الصامت، وليست روايته عن عبادة تثبت، له صحبة.

                                                              وذكر الحسن بن محمد فقال: أبو زرعة روح بن زنباع يقال: له صحبة.

                                                              قال أبو عمر: لم تظهر له رواية إلا عن الصحابة، منهم تميم الداري، [ ص: 503 ] وعبادة بن الصامت. روايته عن تميم الداري قال [روح:] دخلت على تميم الداري، وهو أمير بيت المقدس، فوجدته ينقي لفرسه شعيرا، فقلت:

                                                              أيها الناس، أما كان لهذا غيره ، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نقى لفرسه شعيرا ثم جاءه به حتى يعلقه عليه كتب الله له بكل شعيرة حسنة.  وروينا أن روح بن زنباع كانت له زراعة إلى جانب زراعة وليد عبد الملك ، فشكا وكلاء روح إليه وكلاء الوليد، فشكا ذلك روح إلى الوليد، فلم يشكه، فدخل على عبد الملك وأخبره والوليد جالس، فقال عبد الملك: ما يقول روح يا وليد؟ قال: كذب يا أمير المؤمنين. قال [روح]: غيري والله أكذب. قال الوليد: لأسرعت خيلك يا روح.

                                                              قال: نعم. كان أولها في صفين وآخرها بمرج راهط. ثم قام مغضبا، فخرج.

                                                              فقال عبد الملك للوليد: بحقي عليك لما أتيته فترضيته ووهبت له زراعتك، فخرج الوليد يريد روحا، فقيل لروح: هذا ولي العهد يريدك، فخرج يستقبله، فوهب له الزراعة بما فيها، وكان عبد الملك بن مروان يقول: جمع أبو زرعة روح بن زنباع طاعة أهل الشام ودهاء أهل العراق وفقه أهل الحجاز.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية