الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              820 - زهير بن صرد، أبو صرد الجشمي السعدي، من بني سعد بن بكر. وقيل: يكنى أبا جرول، كان زهير رئيس قومه، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد هوازن، إذ فرغ من حنين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ بالجعرانة يميز الرجال من النساء في سبي هوازن، فقال له زهير بن صرد: يا رسول الله، إنما سبيت منا عماتك وخالاتك وحواضنك اللائي كفلنك، ولو أنا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو النعمان بن المنذر، ثم نزل منا أحدهما بمثل ما نزلت به لرجونا عطفه وعائدته، وأنت خير المكفولين، ثم قال:


                                                              امنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وندخر     امنن على بيضة قد عافها قدر
                                                              ممزق شملها في دهرها غير     يا خير طفل ومولود ومنتخب
                                                              في العالمين إذا ما حصل البشر     إن لم تداركها نعماء تنشرها
                                                              يا أرجح الناس حلما حين يختبر     امنن على نسوة قد كنت ترضعها
                                                              إذ فوك يملؤه من محضها درر     إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها
                                                              وإذ يزينك ما تأتي وما تذر [ ص: 521 ]     لا تجعلنا كمن شالت نعامته
                                                              واستبق منا فإنا معشر زهر     يا خير من مرحت كمت الجياد به
                                                              عند الهياج إذا ما استوقد الشرر     إنا لنشكر آلاء وإن كفرت
                                                              وعندنا بعد هذا اليوم مدخر     إنا نؤمل عفوا منك تلبسه
                                                              هذي البرية إذ تعفو وتنتصر     فاغفر عفا الله عما أنت واهبه
                                                              يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر

                                                              فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وقال المهاجرون كذلك. وقالت الأنصار كذلك. وأبى الأقرع ابن حابس، وبنو تميم، وعيينة بن حصن، وبنو فزارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل إنسان ست فرائض من أول سبي نصيبه، فردوا على الناس أبناءهم ونساءهم.
                                                               
                                                              اختصرت هذا الحديث، وفيه طول. أخبرنا به من أوله إلى آخره بالشعر عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه، عن قاسم، عن عبيد، عن عبد الواحد ، عن أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده - الحديث بطوله والشعر، إلا أن في الشعر بيتين لم يذكرهما محمد بن إسحاق في حديثه، وذكرهما عبد الله بن رماحس، عن زياد بن طارق بن زياد، عن زياد بن صرد بن زهير بن صرد، عن أبيه، عن جده زهير بن صرد أبي جرول أنه حدثه هذا الحديث [ ص: 522 ] .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية